أيا قمراً من وجهه طلعة البدر ... ويا رشأً من لحظه صنعة السِّحرِ
حكيت القنا والبيض لحظاً وقامةً ... فمن أجل ذا أرتاح للبيض والسُّمرِ
وحقَّك لولا البدر يحكيك طلعةً ... لما طمحت عيني إلى رؤية البدرِ
ولو لم يكن للخمر في فيك نسبةٌ ... لما كنت أصبو عند ذكراه للخمرِ
ولولاك في قصر المصلَّى وحاجرٍ ... لما شاقني ذكر المصلَّى ولا القصرِ
فيا نازحاً عن مقلتي وهو حاضرٌ ... بقلبي لقد أفرطت في الصَّدِّ والهجرِ
ويا فاتكاً عيناه قد طلًتا دمي ... وأسلمتا قلبي إلى نوب الدَّهرِ
ترفق بدمعٍ طرفه فيك مطلقٌ ... وقلبٍ من الأشواق في أوثق الأسرِ
وقوله:
قلبي من الأشواق لاهف ... والدَّمع من عينيَّ ذارفْ
أبكي ودمعي لم يدع ... أحداً بحالي غير عارفْ
ولقد أقول لمن يرا ... ني في طريق الذُّلِّ واقفْ
لولا المحبَّة يا رفيقي ... لم يكن قلبي لعاطفْ
كلاَّ ولا أبصرتني ... للسقم والبلوى محالفْ
أرعى النُّجوم ولي فؤا ... دٌ من دواعي البين خائفْ
أصبو إذا علنَّى على ... أعلى غصون الدَّوح هاتفْ
ويشوقني برقٌ بدا ... من جانب الأحباب خاطفْ
فَوَحَقَّ أغصان القدو ... د ولين هاتيك المعاطفْ
وصباح مُبيَصِّ الجبي ... ن وليل مسودِّ السوالفْ
ولواحظٍ فتَّاكةٍ ... في جفنها هاروت عاكفْ
ومرشفٍ عسَّالةٍ ... يا حبَّذا تلك المراشفْ
ورقيق هاتيك الخصو ... ر وتحتها ثقل الرَّوادفْ
ومواقف الذُّلِّ التي ... عرَّفني ذلَّ المواقفْ
أشكو الغرام وأرتجي ... من متلفي حسن العواطفْ
ما حلت عنك وليس يص ... رفني عن الأشواق صارفْ
وإذا أسأت فإنَّها ... عندي تعدُّ من اللَّطائفْ
فسقى الإله زماننا ... ورعى ليالينا السَّوالفْ
أيام كنت لعاذلي ... وللائمي فيها أخالفْ
وقوله:
ورُبَّت ليلةٍ قد زار فيها ... خيالٌ في الدُّجى منه طروقُ
وبات تشوُّقي يدنيه منِّي ... ويبعده من القلب الخفوقُ
فلا أروى الحشا منه اعتناقٌ ... ولا بلَّ الجوى لي منه ريقُ
وقوله مضمِّناً:
أرَّقتني الأشجان والأشواق ... وبسهم النَّوى رماني الفراقُ
ونما الشَّوق في فؤادي فضاقت ... فيك عن وصف ما بي الأوراقُ
ثم أنشدت داعياً ولدمعي ... فيك من لوعة الفراق انطلاقُ
جمع الله شمل كلِّ محبٍّ ... وبدا بي لأنني مشتاقُ
وقوله:
يا مولعاً بصدودي ... أفنى الجفا مستهامكْ
أعرضت عنِّي دلالاً ... لمَّا عرفت مقامكْ
ضيَّعتني بالتَّجافي ... لمَّا حفظت ذمامكْ
فلو شهدت سهادي ... وهبت جفني منامكْ
فعاذلي مذ رآني ... رثى لحالي ولامكْ
يكفيك لحظك سيفاً ... فلا تجرِّد حسامكْ
طوبى لبدر الدَّياجي ... لو ترتضيه غلامكْ
ويا سعادة غصنٍ ... يحكي اعتدالاً قوامكْ
جلَّ الذي يا حبيبي ... في ذا المقام أقامكْ
إلى متى يا فؤادي ... يذكي هواهم ضرامكْ
ويا عذولي إلى كم ... تطيل فيهم ملامكْ
قد كلَّ بالعذل قلبي ... وملَّ سمعي مرامكْ
وقوله:
ولي قلبٌ أليمٌ من ... صدودك دائم الضَّرمِ
بودَّي لو أقطِّعه ... فإنَّ وجوده عدمي
ولكنَّ قطعي العضو ال ... أليمَ يزيد في ألمي
وقوله، يصف ليلة مضت له في روضة أريضة، وساعفته بها آمالٌ من الوصال عريضة: