للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأول: أن السؤال واقع على الروح فقط، وهذا القول نصره الإمام ابن حزم وغيره، وقال:" وأما من ظن أن الميت يحيي في قبره فخطأ، لأن الآيات التي ذكرناه تمنع من ذلك، ولو كان ذلك لكان تعالى قد أماتنا ثلاثاً، وأحيانا ثلاثاً، وهذا باطل، وخلاف القرآن، إلا من أحياه الله تعالى آية لنبي من الأنبياء" (١).

وذكر الإمام ابن حزم، أنه لم يصح في خبر قط عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أرواح الموتى ترد إلى أجسادهم عند المسألة، ويحكى عن ابن عقيل وابن الجوزي وابن هبيرة (٢).

الثاني: أن السؤال واقع على الجسد فقط، وأنكره جمهور أهل السنة، وهو قول ابن الزاغوني، وحكي عن ابن جرير (٣).

الثالث: أن السؤال واقع على الروح والجسد، وهو قول جمهور أهل السنة وذهب إليه المحققون من أهل العلم، كالإمام ابن تيمية والإمام ابن القيم وغيرهما، وهو القول الصحيح الذي تؤيده الأدلة، وتشهد له البراهين الصحيحة.

يقول الإمام ابن تيمية: "مع أن سائر الأحاديث الصحيحة المتواترة تدل على عود الروح إلى البدن " (٤)، وبعد أن ذكر الإمام ابن القيم حديث البراء بن عازب الطويل في عذاب القبر، وفيه: (فتعاد روحه في جسده) قال: "وذهب إلى القول بموجب هذا الحديث جميع أهل السنة والحديث من سائر الطوائف " (٥)، ثم رد على الإمام ابن حزم في استدلاله على قوله: بأن السؤال واقع على الروح دون البدن.


(١) ابن حزم: الفصل في الملل والأهواء والنحل، مكتبة الخانجي - القاهرة (٤/ ٥٦).
(٢) ابن حزم: الفصل في الملل والأهواء والنحل: (٤/ ٥٧)، السيوطي: شرح الصدور: ص (١٤٧)
(٣) ابن قاسم: المستدرك على مجموع الفتاوى: (١/ ٩٦)، ابن القيم: الروح: ص (٥٠)، ابن أبي العز: شرح الطحاوية،، وزارة الأوقاف السعودية، ط ١ ١٤١٨ هـ، ص (٣٩٥).
(٤) ابن تيمية: شرح حديث النزول، المكتب الإسلامي - بيروت، ط ٥ ١٣٩٧ هـ، ص (٨٨).
(٥) ابن القيم: الروح دار الحديث - القاهرة، ١٤٢٤ هـ، ص (٤٣).

<<  <   >  >>