للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول الشيخ محمد رشيد رضا: " وليس في التوراة التي في أيدي اليهود والنصارى بيان صريح للبعث والجزاء بعد الموت، وإما فيها وفي مزامير داود إشارات غير صريحة" (١).

وبعد حدوث التغيير والتبديل في العقيدة اليهودية التوراتية، التي كانت في أساسها تؤمن بالبعث الجسماني يوم القيامة، اختلفت فرق اليهود في عقائدها بشأن البعث، فانقسمت إلى طائفتين:

الطائفة الأولى:

وهي التي تنكر فكرة البعث والحساب والجنة والنار، ولا ترى حياة سوى هذه الحياة الدنيا، ومن طوائفهم التي تنكر البعث والمعاد، طائفة الصدوقيين وهي الطائفة التي اشتهرت بالإنكار، فأنكرت المعاد والملائكة والمسيح المنتظر، وغيرها، "ويبدو أن الأسينين أيضاً لم يكونوا يؤمنون بالبعث وبعض المفكرين من اليهود ينكرون حتى الآن عقيدة البعث، وتنكر اليهودية الإصلاحية فكرة أن البعث هو عودة الروح إلى الجسد وحسابها" (٢)

الطائفة الثانية: الفريسيون، وبقية الطوائف اليهودية على وجه الإجمال يؤمنون باليوم الآخر، لكنه إيمان متذبذب؛ لقلة النصوص المتعلقة باليوم الآخر، والتي لا تعدو أن تكون إشارات عابرة (٣).

في حين يرى البعض أن فرقة الفريسيين، تعتقد أن الصالحين من الأموات سينشرون في هذه الأرض، ليشتركوا في ملك المسيح الذي يأتي آخر الزمان فهم ينكرون على هذا البعث يوم القيامة (٤).


(١) محمد رشيد رضا: تفسير المنار، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ١٩٩٠ م (١٠/ ٢٥٢).
(٢) المسيري: موسوعة اليهود واليهودية، الباب التسع عشر: الفكر الأخروي، (٥/ ٢٧٣).
(٣) مانع الجهني: الموسوعة الميسرة: (١/ ٤٩٩)، أحمد الزغيبي: العنصرية اليهودية (٢/ ٢٧٨).
(٤) اليهودية واليهود: على وافي ص (٤٩)، اليهودية: أحمد شلبي ص (١٩٥)، سعود الخلف: دراسات في الأديان ص (١٢٠)، عمر الأشقر: القيامة الكبرى، ص (٩٤)، أحمد عبد الوهاب: النبوة والأنبياء، ص (١٠٦)، غالب عواجي: الحياة (١/ ١١٦)

<<  <   >  >>