للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَلَى أَنَّهَا تَعْفُو الكُلُومُ (١) ...

وكقوله -وهو النَّابِغةُ الجَعْديُّ-:

فَتًى تَمَّ فِيهِ مَا يَسُرُّ صَدِيقَهُ ... عَلَى أَنَّ فِيهِ مَا يَسُوءُ الأَعَادِيَا

لَمَّا كان الناس فيهم الخيرُ والشر؛ خَشِي أنه إن سكت على الجملة الأولى ظُنَّ أنه لا يَنْكِي أعداءَه، فتمَّم وصفَه بأن قال:

عَلَى أَنَّ فِيهِ ... ... ...

البيتَ،

فَتًى كَمُلَتْ أَخْلَاقُهُ ... ...

البيتَ (٢).

و"على أن": الحال (٣) التَّبْرِيزيُّ (٤): هو حالٌ، وإن كان جمعًا بين صفتين متضادَّتين، كأنه قال: فيه ما تمَّ: يسرُّ صديقَه مركبًا على ما يسوءُ الأعاديَ.


(١) بيتان من الطويل، لأبي خراش الهذلي، وهما بتمامهما:
فواللهِ لا أنسى قتيلًا رُزِئْته ... بجانب قُوسَى ما مشيت على الأرض
على أنها تعفو الكلومُ وإنما ... نُوَكَّلُ بالأدنى وإنْ جلَّ ما يمضي
روي: «بلى إنَّها» بدل «على أَنَّها»، ولا شاهد فيه. تعفو الكلوم: تبرأ الجروح. ينظر: ديوان الهذليين ٢/ ١٥٨، وشرح أشعار الهذليين ٣/ ١٢٣٠، والشعر والشعراء ٢/ ٦٥١، والأغاني ٢١/ ١٤٤، والخصائص ٢/ ١٧٢، وشرح التسهيل ١/ ١٦٤، والتذييل والتكميل ٢/ ٢٧٦، ومغني اللبيب ١٩٣، وخزانة الأدب ٥/ ٤٥١.
(٢) بيتان من الطويل، وتمام ثانيهما:
فتًى كَمُلتْ أخلاقُه غيرَ أنَّه ... جَوَادٌ فما يُبقي من المال باقيا

ينظر: الديوان ١٨٨، والشعر والشعراء ١/ ٢٨٤، وأمالي القالي ٢/ ٢، وشرح الحماسة للمرزوقي ١/ ٩٦٩، والعمدة ٢/ ٤٨، وخزانة الأدب ٣/ ٣٣٥.
(٣) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: حالٌ، أو: قالَ، أو: الخطيب.
(٤) شرح الحماسة ٣/ ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>