كتاب حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك

ع: يشير لمعنى الاستعلاء فيها (١).

و"باقيا" مفعولٌ، أو مصدرٌ أوقعه موقعَ الإبقاء (٢).

* قولُه: «و"عن"»: ع: يمكن أن يُجعَل منه:

فِي لَيْلَةٍ لَا نَرَى بِهَا أَحَدًا ... يَحْكِي عَلَيْنَا إِلَّا كَوَاكِبُهَا (٣)

أو يُضمَّن "يحكي" معنى: يَنِمُّ، فلا دليلَ (٤).

وقد تجيْ موضعَ بَعْدٍ وعَلَى ... كما على موضعَ عن قد جعلا

(خ ١)

* [«موضعَ "بَعْدٍ"»]: قال الشيخُ أبو عَلِيٍّ في الجزء الحادي عشرَ من "التَّذْكِرة" (٥): مسألةٌ: سَادُوك كابرًا عن كابر، و: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} (٦)، و: عَرِق عن الحُمَّى، "عن" في ذلك بمعنى: بَعْد، ويدلُّ على ذلك: قولُه تعالى: {وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا * مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} (٧)، وفي آية أخرى: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ} (٨)، فعبَّر تارةً بـ"عن"، وتارةً بـ"بَعْد".

وفي "الحُجَّة" (٩) جعل من ذلك: {عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ} (١٠)، أي: بعد زمن

(١) انتهى هنا تعليق ابن هشام على الكلام المنقول.
(٢) الحاشية في: ٥٢.
(٣) بيت من المنسرح، لأُحَيحة بن الجلاح الأَوْسي، وقيل: لعدي بن زيد. ينظر: الكتاب ٢/ ٣١٢، والمقتضب ٤/ ٤٠٢، والأصول ١/ ٢٩٥، والحجة ١/ ١٧٤، وأمالي ابن الشجري ١/ ١٠٩، وشرح جمل الزجاجي ٢/ ٢٥٥، وشرح التسهيل ٢/ ٢٨٩، والتذييل والتكميل ٨/ ٢٣٣، ومغني اللبيب ١٩١، ٧٣٢، ٨٨٨، وخزانة الأدب ٣/ ٣٤٨.
(٤) الحاشية في: ٥٢.
(٥) لم أقف عليه في مختارها لابن جني.
(٦) الانشقاق ١٩.
(٧) النساء ٤٥، ٤٦.
(٨) المائدة ٤١.
(٩) ٢/ ٢٢٣، ٦/ ٣٩١.
(١٠) المؤمنون ٤٠.