للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

.................. ... وَلَاكِ اسْقِنِي إِنْ كَانَ مَاؤُكَ ذَا فَضْلِ (١)

فإن قلت: الحذف هنا لالتقاء الساكنين.

قلت: التقاؤهما مُحَسِّنٌ لتشبيه النون بحرف العلة، وإلا فأنت في هذا ومثلِه تكسر الأولَ، ولا تحذفه (٢).

(خ ٢)

* [«ومن مضارعٍ لـ"كان"»]: إنما اختَص بذلك عن نظائره، فلم يُقَل في: لم يَضُر (٣)، ولم يَهُن، ولم يخُن: لم يهُ، ولم يخُ، ولم يضُ؛ لأنه أكثر منهن استعمالًا، والكثرة مدعاةٌ إلى التخفيف (٤).

* [«مضارعٍ لـ"كان"»]: وهي "كان" التي لها مضارع، وهي الناقصة والتامة، وقرئ بالوجهين: {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً} (٥).

وقولُه: «تُحذَف»: تشبيهًا لها بحرف اللين؛ لأن غُنَّتها كالمد، ومن ثَمَّ إذا تحركت للساكنين لم تحذف؛ لزوال الشبه، وصيرورتِها كالحروف الصحيحة.

ومَنْعُ الحذف في مثل: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} (٦) من باب قوله (٧):


(١) عجز بيت من الطويل، وصدره:
فلستُ بآتيهِ ولا أستطيعُه ... ...
ولاك: أصله: ولكنْ. الشاهد: حذف نون "لكن" -وهي لا يدخلها الجزم- تشبيهًا بحرف العلة، فدل على أن حذف نون "يكن" لذلك لا للجازم. ينظر: الكتاب ١/ ٢٧، والأصول ٣/ ٤٥٥، واللامات ١٥٩، والحجة ٥/ ١٢٥، والخصائص ١/ ٣١١، والإنصاف ٢/ ٥٦١، والتبيين ٣٥٥، والتذييل والتكميل ٥/ ١١، وتخليص الشواهد ٢٦٩، وخزانة الأدب ١٠/ ٤١٨.
(٢) الحاشية في: ظهر الورقة الثانية الملحقة بين ٧/ب و ٨/أ.
(٣) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: يَضُن.
(٤) الحاشية في: ٣٠.
(٥) النساء ٤٠، قرأ برفع "حسنة": ابن كثير ونافع، وبنصبها بقية السبعة. ينظر: السبعة ٢٣٣، والإقناع ٢/ ٦٣٠.
(٦) البينة ١.
(٧) هو محمود الوراق.

<<  <  ج: ص:  >  >>