للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأكثرُ ما زيدت "كان" في التعجب.

وغَايَرَ ابنُ عُصْفُورٍ (١) بين معنى: حضر و: وُجِد، ولا طائلَ بينهما، فمعنى حضر الشيءُ: وُجِد، فإن قَيَّدت "حضر" بالمفعول، فقلت: حضرنا، أو: حضر فلان، قَيَّدت "وجدت" بالمجرور، فقلت: وُجِد بحضرتنا، أو: في موضع كذا (٢).

ويحذفونها ويبقون الخبر ... وبعد أن ولو كثيرا ذا اشتهر

(خ ١)

* مثالُ غيرِ المشتهر:

يَا لَيْتَ أَيَّامَ الصِّبَا رَوَاجِعَا (٣)

قالوا: أي: تكون رواجعًا، كذا قدَّره الكِسَائيُّ (٤) وغيرُه، ولا قاطعَ لاحتمالِ تقديرِ: تعودُ رواجعًا (٥).

(خ ٢)

* كما استُعملت "كان" مستغنًى عنها حيث تكون زائدةً كذلك استُعملت محذوفةً حيث الحاجةُ إليها، ثم تارةً يكون اسمها محذوفًا معها، وتارةً يحذف معها الخبر، وتارةً تحذف وحدها، والغالب الأول؛ لأن الفعل ومرفوعَه كالشيء الواحد.

ع: وعكس هذا: يحذفون الخبر، ويبقونها والاسمَ، وذلك حيث تدخل لامُ الجحود، نحو: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ} (٦)، أي: ما كان مريدًا


(١) المقرب ١٤٠.
(٢) الحاشية في: ٢٩، ونقل منها ياسين في حاشية الألفية ١/ ١٠٩، ١١٠ إلى قوله: «والحكم في ذلك كله واحد»، ولم يعزها لابن هشام.
(٣) بيت من مشطور الرجز، نسب للعجاج. ينظر: ملحقات الديوان ٢/ ٣٠٦، والكتاب ٢/ ١٤٢، وطبقات فحول الشعراء ١/ ٧٨، والأصول ١/ ٢٤٨، والبصريات ١/ ٣٦٩، ٧٢١، وشرح جمل الزجاجي ١/ ٤٢٥، والتذييل والتكميل ٤/ ٢٦٧، ٥/ ٢٨، ومغني اللبيب ٣٧٦، وخزانة الأدب ١٠/ ٢٣٤.
(٤) ينظر: الأصول ١/ ٢٤٨، وشرح الكافية للرضي ٤/ ٣٣٤، ومغني اللبيب ٣٧٦.
(٥) الحاشية في: ٧/ب.
(٦) آل عمران ١٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>