للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تقديره كذا، وقال: "كان" زائدة، وإنه يروى بكسر الميم، أي: بكَفَّيْ رجلٍ كان.

ع: إن قَدَّر "مَنْ" نكرةً موصوفةً لم يَحتجْ إلى تقدير "هو"، والبيتُ نظيرُ:

عَلَى كَانَ المُسَوَّمَةِ (١) (٢) ...

* ابنُ الحاجِّ (٣): صرَّح ابنُ عُصْفُورٍ (٤) بأن معنى الزائدة كمعنى الناقصة، ولم يصرِّح بحكم الزائدة: هل لها اسمٌ وخبرٌ كالناقصة، أو فاعلٌ كالتامة، أو لا معمولَ لها؟ وظاهرُ كلامِ س (٥) أنها تامة.

وإنما تُعتَبر زيادتُها بوقوعها بين ما لا يَستغني أحدُهما عن الآخر، فالزيادة فيها نظيرُ الإلغاء في "ظنَّ"، إلا أن "ظنَّ" وأخواتِها لا تُسمى زائدةً، وسببُه عندي: أن "كان" الزائدة لا تحتاج لأكثرَ من فاعلٍ غائبٍ يَستتر فيها، وهو ضمير عائد على مضمون الجملة، فتجيء صورتُها صورةَ ما لا حكم لها ولا عمل، بخلاف "ظننت"؛ فإنه لا بُدَّ لـ"ظننت" من فاعلٍ مصرَّحٍ به، وإنما تُلغى عن المفعولين.

وينبغي أن يُنظَر في قولك: أنا كان قائمٌ، وأنت كان قائمٌ: هل سُمع أو لا؟ (٦) فلا تَتَمَحَّضُ زيادتها إلا على ذلك، والأقوى عندي أن ذلك كلامُ العرب؛ لأنهم يقولون: ما كان أحسني، وما كان أحسنَك (٧)، والحكمُ في ذلك كلِّه واحدٌ.


(١) بعض بيت من الوافر، لم أقف له على نسبة، وهو بتمامه:
سَرَاةُ بني أبي بكرٍ تَسَامَى ... على كان المسوَّمةِ العِرَاب
المسوَّمة: الخيل المعلَّمة بعلامة. ينظر: الحجة ٢/ ٤٣٧، وسر صناعة الإعراب ١/ ٢٩٨، وشرح جمل الزجاجي ١/ ٤٠٨، والتذييل والتكميل ٤/ ٢٢١، وتخليص الشواهد ٢٥٢، والمقاصد النحوية ٢/ ٦٠٣، وخزانة الأدب ٩/ ٢٠٧.
(٢) الحاشية في: ٢٩، ونقل منها ياسين في حاشية الألفية ١/ ١١٠ إلى قوله: «فأوقع "ما" على صفة الرجل»، ولم يعزها لابن هشام.
(٣) لم أقف على كلامه.
(٤) المقرب ١٤٠.
(٥) الكتاب ١/ ٧٣، ٢/ ١٥٣.
(٦) لم أقف على شيء من ذلك مسموعًا.
(٧) لم أقف على شيء من ذلك مسموعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>