للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

متساويتين، أي: في التخصص والقربِ من المعرفة، نحو: أفضلُ منك أفضلُ مني.

قال الرُّكْنُ (١): إن أعرف المعرفتين يجب تقديمُه، وإن ابن الحاجِب لم يعتبره.

قلت: ومن العَجَب أنهم اعتَبروه في باب "كان"، أعني: جَعْلَ الأعرفِ الاسمَ، وما دونَه الخبرَ، ولم يعتبره أكثرُهم في هذا الباب (٢).

* [«عادِمَيْ بَيَانِ»]: هذا تقييدٌ، وقال الرُّكْنُ (٣) معترضًا على ابن الحاجِب: ينبغي أن يقول: إذا كانا معرفتين، ولم يكن أحدُهما مشبَّهًا بالآخر، ليَخرُج نحوُ:

بَنُونَا بَنُو أَبْنَائِنَا ... ....

البيتَ (٤)، أي: بنو أبنائنا مثلُ بنينا، لا يقال: عدل إلى الحمل على الظاهر؛ لأن مراده: أن الابن يشمل ابنَ الصلب وابنَ الابن، دون ابنِ البنت، وليس المرادُ التشبيهَ، فلا حاجةَ لتقدير الثاني مبتدأً، ولا إلى جَعْل المبتدأِ مشبَّهًا بالخبر؛ لأن هذا المعنى حاصلٌ والبيتُ على الظاهر، وكذا قول أبي تَمَّامٍ:

لُعَابُ الأَفَاعِي ... .... ...

البيتَ (٥).


(١) شرح الكافية الكبير ٣٩/ب، وعبارته: «وذكر ابنُ الدهَّان في "الغرة" أن أحد المعرفتين إن كانت أعرف جاز تقديم الخبر على المبتدأ، وإن لم تكن كذلك لم يجز، ولم يراعِ هذا التفصيلَ غيرُه، ولا مصنفُ الكتاب».
(٢) الحاشية في: ٢٤، ونقلها ياسين في حاشية الألفية ١/ ٨٨.
(٣) شرح الكافية الكبير ٣٩/ب، ٤٠/أ.
(٤) بعض بيت من الطويل، لم أقف له على نسبة، وهو بتمامه:
بنونا بنو أبنائنا وبناتُنا ... بنوهنَّ أبناءُ الرجالِ الأباعد

ينظر: الحيوان ١/ ٢٣٠، وغريب الحديث لابن قتيبة ١/ ٢٣٠، وشرح الحماسة للمرزوقي ١/ ٣٦٩، والإنصاف ١/ ٥٦، والتبيين ٢٤٦، وشرح التسهيل ١/ ٢٩٧، والتذييل والتكميل ٣/ ٣٣٧، وتخليص الشواهد ١٩٨، ومغني اللبيب ٥٨٩، والمقاصد النحوية ١/ ٥٠٣، وخزانة الأدب ١/ ٤٤٤.
(٥) بعض بيت من الطويل، وهو بتمامه:
لعابُ الأفاعي القاتلاتِ لعابُه ... وأَرْيُ الجَنَى اشْتَارَتْهُ أيدٍ عواسلُ

المعنى: لعاب قلم الوزير الممدوح -أي: حِبْره- يُشبِه لعاب الأفاعي -أي: سُمّها- في القتل. ينظر: الديوان ٣/ ١٢٣، والحيوان ١/ ٤٨، وعيون الأخبار ١/ ١٠٩، وديوان المعاني ٢/ ٧٨، ومعاهد التنصيص ١/ ١٧٨، وخزانة الأدب ١/ ٤٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>