للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(خ ٢)

* قد يُورَدُ نحوُ: لَبَّيْك؛ فإنه مثنًى منصوبٌ بالياء، ولا يقال: خَلَفَت الياءُ الألفَ؛ لأنه لم يُستعمل مرفوعًا.

والجواب: خَلَفَتها في التقدير.

فإن قلت: هذا مثنًى، فأين مفرده؟

قلت: أنشدوا:

دَعَوْنِي فَيَا لَبَّيْ إِذَا هَدَرَتْ لَهُمْ

البيت (١)، وبمامر (٢): شَقَاشِقُ.

نَعَمْ، ينبغي أن يُعَدَّ شبيهًا للمثنى؛ لأنه لا يدل على اثنين، بل على التكثير (٣).

* قولُه: «وتَخْلُفُ»: يُشكِلُ:

إِنَّ مَنْ صَادَ عَقْعَقًا لَمَشُومُ ... كَيْفَ مَنْ صَادَ عَقْعَقَانِ وَبُومُ؟ (٤)

فرفع المفعولَ.

والجواب: أن العرب قد ترفع الفاعلَ والمفعولَ معًا، لفَهْم المعنى، نصَّ عليه


(١) صدر بيت من الطويل، لتميم بن أُبيّ بن مقبل، وعجزه:
... شقاشقُ أقوامٍ فأسكَتَها هَدْري

هَدَرت: صوَّتت، وشَقَاشِق: جمع: شِقْشِقة، وهي شيء كالرئة يخرجه البعير من فيه إذا هاج. ينظر: الديوان ٩٣، وشرح جمل الزجاجي ٢/ ٤١٤، والتذييل والتكميل ٧/ ١٧٩، ١٨٧، ومغني اللبيب ٧٥٣، وشرح أبياته ٧/ ٢٠٧، وخزانة الأدب ٢/ ٩٣.
(٢) كذا في المخطوطة، ولعل صوابه: وتمامه.
(٣) الحاشية في: ٣٦، ونقلها ياسين في حاشية الألفية ق ١٤/ب، ١٥/أ (مخطوطته المحفوظة بجامعة الملك سعود بالرقم ٧٠٣١، وليست في المطبوع)، ولم يعزها لابن هشام.
(٤) بيت من الخفيف، لم أقف له على نسبة. العَقْعَق: طائر من نوع الغربان يتشاءمون به، ومشوم: أصله: مشؤوم. ينظر: التذييل والتكميل ٦/ ٢٨٢، ومغني اللبيب ٩١٨، وشرح أبياته ٨/ ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>