للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا وإن كان الحمل على ما لامُه واوٌ أقوى؛ لكثرته؛ ولأنه أقيسُ في باب الحذف؛ لثِقَله؛ ولأنه (١) مختلف الحال فيما ذكرنا في المحذوف منه، بل (٢) كون المحذوفِ فاءً أو عينًا أو لامًا، فـ: "كُلُ" (٣) اسمًا، وعِدَة، وسَهٍ، ومُذْ، بمنزلة: يَدٍ، ودَمٍ.

وإذا كانت الكلمة ذاتَ حذفٍ لا يُخِلُّ عدمُ رجوعه ببِنْية التصغير لم يضرَّ، نحو: يَضَع عَلَمًا، وهَارٍ (٤).

إذا عرفت هذا فنقول: قولُه: «وكَمِّلِ المنقوصَ» إنما يتبادر الذهنُ منه إلى محذوف اللام؛ لأنه عُرْفُ التصريفيين في المنقوص، فكأنَّ (٥) الصواب: وكَمِّلِ الناقصَ، أي: الناقصَ أحدُ أصوله تحقيقًا أو ... (٦)، وذلك -أعني: التقديرَ- كـ: هَلْ، وبَلْ إذا (٧) سمِّي به دخل في حيِّز باب الأسماء ... (٨) عليه قياسها (٩).

* [«وكَمِّلِ المنقوصَ»]: نحو: يَدٍ، وغَدٍ؛ لئلا تقع ياء التصغير متطرفةً، فيلزمَ تحرُّكها، وهي جارية عندهم مَجرى ما لا يتحرك، وهو ألف التكسير؛ أَلَا ترى أن مَنْ قال: الخَبُ (١٠)، بالنقل، إذا قال: الخُبَيْئُ لا ينقل، إنما يقلب الهمزة ياءً، ويدغم فيها ياءَ التصغير؛ لأن ذلك لا يخرجها عن سكونها، بل يحقِّق لزومَها السكونَ، فيقول: الخُبَيّ، كما يفعل في: الحُطَيْئة، ومَقْرُوءة، ونحوِهما ممَّا فيه حرفُ مدٍّ لا يتحرك، كما أدغموها


(١) تحتمل في المخطوطة أن تكون أيضًا: ولأنَّ، و: لا.
(٢) كذا في المخطوطة مهملة، ولعل الصواب: في.
(٣) كذا في المخطوطة مضبوطًا، ولعله فعل الأمر "كُلْ" مسمًّى به، وحُرِّك بالضم؛ إتباعًا لحركة ما قبله؛ لئلا يلتقي ساكنان.
(٤) هو الرجل الضعيف. ينظر: القاموس المحيط (هـ و ر) ١/ ٦٩٠.
(٥) انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.
(٦) موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.
(٧) انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.
(٨) موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.
(٩) الحاشية في: ٣٦/ب مع ٣٧/أ.
(١٠) في تخفيف: الخَبْء.

<<  <  ج: ص:  >  >>