للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم لَمَّا رأوا "أَوْ" في هذا الموضع قد جرت مَجرى الواو وتدرجوا (١) منه إلى غيره، فأجروها مُجراها في موضعٍ عارٍ عن القرينة التي سوَّغت استعمالَ "أَوْ" بمعنى الواو، كقوله (٢):

فَكَانَ سِيَّانِ أَن لَا يَسْرَحُوا نَعَمًا ... أَوْ يَسْرَحُوهُ بِهَا وَاغْبَرَّتِ السُّوحُ (٣)

و"سَوَاءٌ" و"سِيَّانِ" إنما يستعملان بالواو.

ع: وأنشد في "الحُجَّة" (٤):

سِيَّانِ كَسْرُ رَغِيفِهِ ... أَوْ كَسْرُ عَظْمٍ مِنْ عِظَامِهْ (٥)

وكلُّ ذلك للقرينة، خلافًا لأبي الفَتْح (٦).

ومثلُ أَوْ في القصدِ إِما الثانيه ... في نحوِ إما ذِي وإما النائِيه

(خ ٢)

* ع: أرسل الكلامَ في المماثلة، قال أبو مُوسَى (٧): الفرقُ بينهما: لزومُ التكرار في "إِمَّا"، وامتناعُه في "أَوْ"، وأن الكلام مع "إِمَّا" لا يكون إلا مبنيًّا على ما لأجله جيء بها، و"أَوْ" قد لا تكون كذلك.

قال الأُبَّذيُّ (٨): الفرقُ بينهما في الشك: أن الكلام مع "إِمَّا" لا يكون إلا مبنيًّا


(١) كذا في المخطوطة، والصواب ما في الخصائص: تدرَّجوا.
(٢) هو رجل من هُذَيل، وروي لأبي ذُؤَيب الهُذَلي بيتان نحوه.
(٣) بيت من البسيط، تقدَّم قريبًا.
(٤) ١/ ٢٦٧.
(٥) بيت من مجزوء الكامل، لأبي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي. ينظر: عيون الأخبار ٢/ ٤٤، ٣/ ٢٦٩، وكتاب الشعر ١/ ٣٢٤، وخزانة الأدب ١١/ ٧١.
(٦) الحاشية في: ١١٥.
(٧) المقدمة الجزولية ٧٢.
(٨) شرح الجزولية (السفر الأول ٦٣٢). والأُبَّذي هو علي بن محمد بن محمد الخُشَني الأندلسي، أبو الحسن، إمام نحوي حافظ، عارف بكتاب سيبويه، أخذ عنه: ابن الزبير الغرناطي وأبو حيَّان، توفي سنة ٦٨٠. ينظر: بغية الوعاة ٢/ ١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>