للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَيَا ظَبْيَةَ الوَعْسَاءِ بَيْنَ جُلَاجِلٍ ... وَبَيْنَ النَّقَا آأَنْتِ أَمْ أُمُّ سَالِمِ؟ (١) /

وكذلك استَدلوا بقوله تعالى: {أَوْ يَزِيدُونَ} (٢).

والجواب: أن الشك مصروف إلى المخاطبين، كأنه قيل: تَشُكُّون إذا رأيتموهم، فتقولون: هم مائةُ ألفٍ أو يزيدون، فيكون نظيرَ قوله تعالى: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (٣)، والله تعالى قد عَلِم أنه لا يتذكر ولا يخشى، كأنه قال: لعله أن يتذكر أو يخشى على رجائكما وطَمَعِكما.

ويَحتَمل أن تكون "أَوْ" للإبهام (٤).

(خ ٢)

* أبو الفَتْح في باب "تَدْرِيج اللُغة" (٥): وحقيقتُه: أن يُشْبِه شيءٌ شيئًا، فيُعطى حكمَه، ثم يُتَرَقَّى منه إلى غيره، فمِنْ [ذلك] (٦): قولُهم: جالِسِ الحَسَنَ أو ابنَ سِيرِينَ، ولو جالَسَهما جميعًا كان مصيبًا مطيعًا؛ وذلك لقرينةٍ انضمَّت من المعنى إلى "أَوْ"؛ لأنه قد عُرف أنه إنما رَغِب في مجالسة الحَسَن لِمَا لمُجَالِسِه في ذلك من الحظِّ، وهذه الحال موجودة في مجالسة ابنِ سِيرِينَ أيضًا، وكأنه قال: جالِسْ هذا الضربَ من الناس، وعلى ذلك جرى النهيُ، كقوله تعالى: {وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا} (٧)، أي: ولا تُطِعْ هذا الضربَ من الناس.


(١) بيت من الطويل. الوَعْساء: رابية من الرمل، وجُلَاجل والنقا: موضعان. ينظر: الديوان ٢/ ٧٦٧، والكتاب ٣/ ٥٥١، ومعاني القرآن للأخفش ١/ ٣٣، ١٨١، والمقتضب ١/ ١٦٣، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري ٢/ ٩، وكتاب الشعر ١/ ٣٠٨، والخصائص ٢/ ٤٦٠، والاقتضاب ٣/ ١٨٥، والإنصاف ٢/ ٣٩٤، وتوجيه اللمع ٣٢١، وخزانة الأدب ١١/ ٦٧.
(٢) الصافات ١٤٧، وتمامها: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ}.
(٣) طه ٤٤.
(٤) الحاشية في: وجه الورقة الخامسة الملحقة بين ٢٣/ب و ٢٤/أ وظهرها.
(٥) الخصائص ١/ ٣٤٩.
(٦) ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو في الخصائص، والسياق يقتضيه.
(٧) الإنسان ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>