للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَلَى المَرْأَيْنِ إِذْ هَلَكَا جَمِيعًا (١)

قالوا: يريد: على بُجَيْرٍ وعِفَاقٍ، بدليل قوله: على المَرْأَيْنِ؛ أَلَا ترى أن "المَرْأَيْنِ" بدل من "بُجَيرٍ" و"عِفَاقٍ"، حتى كأنه قال: بكيت على المَرْأَيْنِ؟

قلت: يَحتَمل أن تكون "أَوْ" للتفصيل، كأنه قال: على بُجَيرٍ تارةً، وعلى عِفَاقٍ أخرى، ثم فصَّل بكاءَه بـ"أَوْ".

والثاني: أن تكون كـ"بَلْ" للإضراب، واستَدلوا بقوله (٢):

بَدَتْ مِثْلَ قَرْنِ الشَّمْسِ فِي رَوْنَقِ الضُحا (٣)

وَصُورَتِهَا، أَوْ أَنْتِ فِي العَيْنِ أَمْلَحُ (٤)

قالوا: معناه: بل أنت، ولا مدخلَ للشك هنا.

قلت: الصحيح: أن "أَوْ" هنا للشك، ويكونُ المعنى أبدعَ، حتى كأنه لإفراط شَبَهِها بقرن الشمس قال: لا أدري هل هي مثلُها أو أملحُ؟ وإذا خَرَج التشبيهُ مَخْرجَ الشك كان أقوى، كقوله (٥):


(١) بيتان من الوافر، وعجز ثانيهما:
... لشَأْنهما بشَجْوٍ واشتياق
ينظر: مالك ومتمم ابنا نويرة اليربوعي ١٢٤، والأضداد لابن الأنباري ٢٨٠، وأمالي ابن الشجري ٣/ ٧٦، وتوجيه اللمع ٢٨٦، وخزانة الأدب ٧/ ١٣١.
(٢) هو ذو الرُّمَّة.
(٣) كذا في المخطوطة، وهو مذهب البصريين في كل ثلاثي واوي اللام، ومذهب الكوفيين أن ما كان من ذلك مضموم الأول أو مكسورَه فإنه يكتب بالياء. ينظر: كتاب الخط لابن السراج ١٢٤.
(٤) بيت من الطويل. ينظر: ملحق الديوان ٣/ ١٨٥٧، ومعاني القرآن للفراء ١/ ٧٢، وإيضاح الوقف والابتداء ٤٤٠، والمحتسب ١/ ٩٩، والإنصاف ٢/ ٣٩١، واللباب ١/ ٤٢٤، وخزانة الأدب ١١/ ٦٥.
(٥) هو ذو الرُّمَّة.

<<  <  ج: ص:  >  >>