{مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ}؛ لأَن الْإِنْسَان قبل صلاة الفجر يَكُون غير متهيئ لأَن يراه أحد ويدخل علَيْه أحد؛ قد يَكُون في ثياب النَّوم الَّتِي يكره أن يراه أحد وهي عليه، وقد تَكُون ثيابًا أبلغ من ذَلِك، مثل ثيابه مع أهله أو ما أشبه ذَلِك.
والثَّاني: قَالَ: {وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ} أي: وقت الظهر.
يَقُول المُفَسِّر: إنها على حذف مضاف، أي: هي أوْقات ثلاث عورات لكم؛ لأَن هَذِهِ الأوْقات لَيْسَت هي العورات، اللهم إلَّا على سبيل التجوّز بأن نقول: المُراد بالعورة زمنها، ولِهَذَا المُفَسِّر قدّر قبلها مضاف؛ لأَن الوقت نفسه لَيْسَ بعورة، وعلى هَذَا فلا تَكُون هَذِهِ الأوْقات هي العورات، وإنَّما تَكُون أوْقات عورات ولَيْسَت عورات، ولِهَذَا قَالَ رَحَمَهُ الملَّهُ: أوْقات {ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ}.
والعورة في الأَصْل: كل ما يُستقبح ويُستحى منه شرعًا أو عُرفًا.
هَذِهِ الأوْقات الثَّلاثة أوْقات عورات، لكن كَيْفَ كَانَت أوْقات عورات؟