للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هَذَا تفسير للمرات، فالمُراد بالمرات الأوْقات.

قَوْلهُ: {الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} هو كما قَالَ المُفَسِّر رَحَمَهُ اللَّهُ: [مِنْ الْعَبِيد وَالْإِمَاء]؛ لأَن {الَّذِينَ} اسم موصول يشمل الذكور والإناث.

وقَوْلهُ: {مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} أي: ملكتم، وعبّر باليمين عن النَّفس؛ لأنَّها غالبًا أداة الأخذ والإعطاء.

وقَوْلهُ: {وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ} يعني: لم يبلغوا زمنًا يحتلمون فيه غالبًا، أو: لم يبلغوا الحلم بمَعْنى العقول، أي: لم يبلغوا أن يَكُونوا في حد العقلاء. وعلى كل حال المُراد به من دون البُلوغ.

وقول المُفَسِّر رَحَمَهُ اللَّهُ: [وَعَرَفُوا أَمْر النِّسَاء]؛ كأن المُفَسِّر رَحَمَهُ اللَّهُ أخذ هَذَا القَيْد من وُجوب الاسْتِئْذان؛ لأَن من لم يعرف أمر النِّساء لو دخل على الْإِنْسَان في هَذِهِ الأوْقات لا يهمه، ففي هذا القَيْد نظر؛ لأَنَّه لَيْسَ الغرض من ذَلِك دخولهم على النِّساء حَتَّى نقول: إِذَا عرفوا أمر النِّساء بل الغرض من هَذِهِ التوجيهات خوفًا من أن يدخلوا على الْإِنْسَان في حال لا يَجب أن يُطلع عَلَيْها فيها؛ لأَن هَذِهِ الأَحْوال الثَّلاثة عورات، فأي إِنْسَان يدخل عَليْك ولو كَانَ ممَّن لا يعرف أمر النِّساء لا شَك أنك تشمئز منه وتفر من هَذَا الدُّخول.

فالصحيح - كما تقدَّم - أن هَذَا القَيْد الَّذِي ذكره المُفَسِّر رَحَمَهُ اللَّهُ لَيْسَ بمراد، بل نقول: {وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ}؛ لأنهم إِذَا بلغوا الحلم فسيأتي - إِنْ شَاء اللهُ - الحُكْم فيهم.

قَوْلهُ: {ثَلَاثَ مَرَّاتٍ} يعني في ثلاثة أوْقات؛ فسّرها بقَوْلهُ:

<<  <   >  >>