ثم راحوا عبق المسك بهم ... يلحفون الأرض هداب الأزر
ورثوا السؤدد عن آبائهم ... ثم سادوا سؤدداً غير زمر
نحن في المشتاة ندعو الجفلى ... لا ترى الأدب فينا يفتقر
حين قال الناس في مجلسهم ... أقتار ذاك أم ريح قطر
بجفان تعترى نادينا ... من سديف حين هاج الصنبر
كالجوابي لا تني مترعة ... لقرى الأضياف أو للمحتضر
ثم لا يخزن فينا لحمها ... إنما يخزن لحم المدخر
ولقد تعلم بكر أننا ... آفة الجزر مساميح يسر
ولقد تعلم بكر أننا ... واضحوا الأوجه في الأزمة غر
ولقد تعلم بكر أننا ... فاضلو الرأي وفي الروع وقر
ولقد تعلم بكر أننا ... صادقو البأس وفي المحفل غر
يكشفون الضر عن ذي ضرهم ... ويبرون على الآبي المبر
فضل أحلامهم عن جارهم ... رحب الأذرع بالخبر أمر
دلق في غارة مسفوحة ... ولدى البأس حماة ما نفر
تمسك الخيل على مكروهها ... حين لا يمسكها إلا الصبر
حين نادى الحي لما فزعوا ... ودعا الداعي وقد لج الذعر
أيها الفتيان في مجلسنا ... حردوا منها ورادا وشقر
أعوجيات طوالاً شرباً ... دوخل الصنعة فيها والضمر
من يعابيب ذكور وقح ... وهضبات إذا ابتل العذر
جافلات فوق عوج عجل ... ركبت فيها ملاطيس سمر
وأنافت بهواد تلع ... كجذوع شذبت عنها القشر
علت الأيدي بأجواز لها ... رحب الأجواف ما إن تنبهر
فهي تردى فإذا ما ألهبت ... طار من إحمائها شد الأزر
كائرات وتراها تنتحي ... مسلحبات إذا جد الحضر
دلق الغارة في إفزاعهم ... كرعال الطير أسراباً تمر
تذر الأبطال صرعى بينها ... ما يني منهم كمي منعفر
ففداء لبني قيس على ... ما أصاب الناس من سر وضر
خالتي والنفس قدما إنهم ... نعم الساعون في القوم الشطر
وهم أيسار لقمان إذا ... أغلت الشتوة أبداء الجزر
لا يلحون على غارمهم ... وعلى الأيسار تيسير العسر
كنت فيكم كالمغطى رأسه ... فانجلى اليوم قناعي وخمر
ولقد كنت عليكم عاتباً ... فعقبتم بذنوب غير مر
سادراً أحسب غيي رشداً ... فتناهيت وقد صابت بقر
- ٣ - وقال طرفة أيضاً
أشجاك الربع أم قدمه ... أم رماد دارس حممه
كسطور الرق رقشه ... بالضحى مرقش يشمه
لعبت بعدي السيول به ... وجرى في ريق رهمه
فالكثيب معشب أنف ... فتناهيه فمرتكمه
جعلته حم كلكلها ... لربيع ديمة تثمه
حابسي رسم وقفت به ... لو أطيع النفس لم أرمه
لا أرى إلا النعام به ... كالإماء أشرفت حزمه
تذكرون إذ نقاتلكم ... لا يضر معدماً عدمه
أنتم نخل نظيف به ... فإذا جز نصطرمه
وعذاريكم مقلصة ... في دعاع النخل تجترمه
عجز شمط معالكم ... تصطلي نيرانه خدمه
خير ما ترعون من شجر ... يابس الطحماء أو سحمه
فسعى الغلاق بينهم ... سعي خب كاذب شيمه
أخذ الأزلام مقتسماً ... فأتى أغواهما زلمه
والقرار بطنه غدق ... زينت جلهاته أكمه
ففعلنا ذلكم زمناً ... ثم دانى بيننا حكمه
إن تعيدوها نعدلكم ... من هجاء سائر كلمه
وقتال لا يغبكم ... في جميع جحفل لهمه
رزه قدم وهب وهلا ... ذي زهار جمة بهمه
يتركون القاع تحتهم ... كمراغ ساطع قتمه
لا ترى إلا أخا رجل ... آخذاً قرناً كملتزمه
فالهبيت لا فؤاد له ... والتثبيت ثبته فهمه
للفتى عقل يعيش به ... حيث تهدى ساقه قدمه
- ٤ - وقال في عبد عمرو بن بشر بن مرثد:
هند بحزان الشريف طلول ... تلوح وأدنى عهدهن محيل
وبالسفح آيات كأن رسومها ... يمان وشته ريدة وسحلول
أربت بها نتاجة تزدهي الحصى ... وأسحم وكاف العشي هطول
فغيرن آيات الديار مع البلى ... وليس على ريب الزمان كفيل
بما قد أرى الحي الجميع بغبطة ... إذا الحي حي والحلول حلول