"قال ما الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث. قال: ما الإسلام؟ قال: الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان. قال: والإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه وإن لم تكن تراه فإنه يراك "[١٠] .
ولأن هذا الإيمان هو الموجه للسلوك والضابط له والمتصل اتصالاً وثيقاً بالأعمال الصادرة من الإنسان فإن التربية الإسلامية تربط دائماً بين العمل والسلوك ثم بين العمل الصادر من هذا الإيمان وبين الجزاء قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً}[١١] ويقول: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} والقرآن مليء بالآيات التي تقرن الإيمان بالعمل فالإيمان الحق هو الذي يصدر عنه السلوك وينبع منه العمل الصالح ويخرج منه الخلق الكريم فحسن الخلق والإخاء المودة واجتناب الكبائر والتمسك بالفضائل يجب أن تصدر كلها عن هذه العقيدة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول مبيناً عملية الربط بين الإيمان والسلوك الصادر من المؤمن في التربية الإسلامية: "لا إيمان لمن لا أمان له ولا دين لمن لا عهد له " ويقول في سلوك المؤمن نحو جاره ونحو نفسه: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"[١٢] .
"ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع بجنبه "[١٣] . كما يتحدث عن أثر الإيمان في تجنب الرذائل وارتباط الإيمان بالسلوك ساعة فعل العمل.