للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إننا نستمد بطبيعة انتمائنا الإسلامي مرتكزات وأسس التربية الإسلامية من المصدرين الأساسيين للعلوم الإسلامية كلها وهما: الكتاب والسنة لأن أصول التربية الإسلامية ومرتكزاتها وأهدافها موضحة ومفسرة في هذين المصدرين الأساسيين، أما النظريات التربوية الإسلامية فهي وإن كانت مستمدة من الكتاب والسنة إلا أنها في مجملها تمثل آراء علماء المسلمين ومفكريهم خلال تاريخ الإسلام الطويل وهذه النظريات تختلف عن الأسس والأهداف في أنها تمثل آراء البشر القابلة للتطور والتعديل والزيادة والنقصان والنجاح والإخفاق، وقد اجتهد علماء المسلمين في آرائهم التربوية داخل إطار الإسلام وبثوا آراءهم التي تمثل النظرية التربوية في الإسلام من خلال كتب الفقه والحديث والأدب والتصوف وعلم الكلام والأخلاق.

وارتبطت التربية الإسلامية بفلسفة الإسلام ونظرته إلى الإنس والكون لأن اتصال التربية بالفلسفة وثيقة، فإذا كانت الفلسفة تعمل لبناء المجتمع وتكونه فإن وسيلته لذلك هي التربية القائمة على نظرة الفلسفة للإنسان والكون، فالنظرية التربوية منبثقة من الفلسفة التي استمدت منها والتربية هي أداة الفلسفة لبناء الأفراد والمجتمعات ونقلها من المرحلة النظرية إلى مرحلة التطبيق، ومن هنا فإن التفرقة بين الأصول والأهداف والنظرية التربوية الإسلامية أمر ضروري بالنسبة لدراسة مرتكزات التربية الإسلامية. تقوم التربية الإسلامية على ركائز تمثل الأساس بالنسبة لها وهذه المرتكزات هي:

أولاً: مرتكز العقيدة الإسلامية:

تمثل العقيدة المرتكز الأساسي للتربية الإسلامية إذ أن الإيمان بالله هو الموجه لسلوك الإنسان والدافع له إلى اتجاه الخير والنصير له من حيث العناية والرعاية والتوفيق كما أنه الذي يصرفه عن طريق الشر ويجعله متحلياً بالفضائل وحسن الخلق. ونقصد بالإيمان أركان الإيمان التي في حديث أبي هريرة: