للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هـ - عند الإنصراف من صلاة الليل. لما رواه ابن ماجه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما بإسناد صحيح قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى بالليل ركعتين ركعتين ثم ينصرف فيستاك " [٢٣٧] .

أقول: ربما كان هذا عند إرادته النوم بعد الصلاة لأن كثرة القراءة والحديث تغير رائحة الفم، فإذا أراد أن ينام أحب أن يطهر الفم من الرائحة المتغيرة ومما تجمع على الأسنان من اصفرار أو تغير أو غير ذلك ويشهد لذلك حديث ابن عباس عند أبي داود ومسلم والنسائي. واللفظ لأبي داود قال:"بت ليلة عند النبي صلى الله عليه وسلم فلما استيقظ من منامه أتى طهوره فأخذ سواكه فاستاك ثم تلا هذه الآيات {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ} [٢٣٨] حتى قارب أن يختم السورة أو ختمها ثم توضأ فأتى مصلاه وصلى ركعتين ثم رجع إلى فراشه فنام ثم استيقظ ففعل مثل ذلك كل ذلك يستاك ويلي ركعتين ثم أوتر " [٢٣٩] .

وقد جاء ذلك صريحاً في حديث جابر عند ابن عدي في الكامل:"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستاك إذا أخذ مضجعه "قال العراقي - بعد ذكره لهذا الحديث - في إسناده؛ حرام بن عثمان وهو متروك [٢٤٠] .

وبالجملة فإن السواك يتأكد عند تغير في رائحة الفم أو تلون الأسنان بالإصفرار. فإذا شعر المرء بتغير في لون أسنانه أو رائحة فمه فإنه يستحب له الإستياك وقد ذكر العلماء عدداً من الحالات التي يكثر فيها التغير المذكور منها؛ الأكل، وعدم الأكل لمدة طويلة وبعد شراب حلو. وبعد كثرة قراءة أو حديث وعدم الكلام لمدة طويلة وقد استحب بعضهم بين كل ركعتين من صلاة الليل، ويوم الجمعة، وقبل النوم وبعد الوتر، وعند الأكل، وعند الإستيقاظ من النوم، وقد وردت أكثر هذه الحالات في السنة وقد أشرنا إلى بعضها فيما تقدم [٢٤١] والله أعلم.

مدى مشروعية السواك للصائم: