للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مشروعية السواك عامة؛ بمعنى أنه يستحب فعله في كل وقت تظهر الحاجة فيه إليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب " الحديث. والأحاديث الأخرى التي وردت في الأمر به والحث عليه بصيغة عامة. إلا أنه يتأكد استحبابه في عدة أوقات من أهمها ما يلي:

أ- مشروعيته عند الوضوء وعند الصلاة وقد تقدم بيان ذلك.

ب- عند قراءة القرآن. نظراً لأن الفم طريق للقرآن فينبغي أن ينظف مما به من قذر أو كراهية رائحة كما أنه يقطع البلغم ويزيد في الفصاحة ويساعد على النطق الصحيح للحروف. ويشهد بذلك الحديث السابق: "السواك مطهرة للفهم.. الحديث" [٢٣٢] .

جـ- عند دخول المنزل لأنه سيتعامل مع أهله ويقترب منهم وربما تأذوا من رائحة فمه وقد أخرج مسلم عن عائشة رضي الله عنها "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك " [٢٣٣] . ولأبي داود بلفظ "قلت لعائشة: بأي شيء كان يبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك " [٢٣٤] .

د- عند الإستيقاظ من النوم سواء كان ذلك بالليل أم بالنهار؛ نظراً لما يطرأ على الفم من التغير في المدة التي يكون فيها الشخص نائماً بسبب ما يتصاعد من الأمعاء من الأبخرة وبقايا الفضلات المترسبة بين الأسنان. ويتأكد السواك إذا كان القيام بالليل للتهجد لحديث حذيفة عند مسلم قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام ليتهجد يشوص فاه بالسواك"وفي رواية أخرى له:"كان إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك " [٢٣٥] .

ولأبي داود من حديث عائشة رضي الله عنها:"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرقد من ليل أو نهار فيستيقظ إلا يتسوك قبل أن يتوضأ " [٢٣٦] .

وقد سكت عنه أبو داود. وقال المنذري: في إسناده علي بن زيد بن جدعان ولا يحتج به. ولكن هذا من فضائل الأعمال التي جوز العلماء العمل فيها بالحديث الضعيف.