كتاب مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

أشار خادم الحرمين الشريفين إلى ذلك في كلمته التي وجهها إلى منسوبي جامعة الملك عبد العزيز بجدة يوم الثلاثاء الموافق الثامن عشر من شهر محرم عام ألف وأربعمائة وأربعة من الهجرة حيث قال - حفظه الله:

"يمكن للإنسان أن يشيد مدينة بكاملها ولكن لا يستطيع أن يشيد رجالاً بسهولة، ولا شك أن من أهم الأمور التي دفعت عجلة التقدم في المملكة العربية السعودية إلى الأمام هو اعتمادنا بعد الله على أبنائها" (١) .

تضمنت هذه الكلمة لخادم الحرمين الشريفين توجيهاً في غاية الأهمية، أوضح فيه أنه ليس من السهل أن يبنى الإنسان بناءً سليماً في جميع جوانبه العقدية والروحية والوجدانية والأخلاقية والعقلية والتربوية وغير ذلك من الجوانب الحياتية للإنسان، لأن البناء السليم لا يتحقق إلا إذا تعاونت وتكاملت جميع المؤسسات التربوية والتعليمية مع غيرها من المؤسسات المختلفة من أجل الوصول إلى الأهداف المنشودة.

(٢) الدرجات العلمية أساس لصقل الإنسان:

أشار خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في كلمته لمنسوبي جامعة الملك عبد العزيز بجدة في الثامن عشر من محرم عام ألف وأربعمائة وأربعة من الهجرة إلى أن بناء الإنسان من الناحيتين العلمية والعقلية له أهمية بالغة في صقل الإنسان قائلاً:

"بالنسبة لنهضة الأمم نجد مئات المواطنين على أعلى المستويات منهم من يحمل شهادة الدكتوراه والماجستير والليسانس وخلافه، وأنا في تقديري أن الشهادة أساس يعتمد عليها الإنسان بعد الله ولكن الاعتماد الأساسي على عقلية الإنسان والجامعة الكبرى هي جامعة الحياة" (٢) .

(١) وزارة الإعلام السعودية، وثائق للتاريخ، مرجع سابق، ص١٠٢.
(٢) المرجع السابق، ص١٠١.