للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لذلك فإن توجيهات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - العقدية تمثل جانباً بالغاً من الأهمية في أمور أبناء المجتمع الدينية والدنيوية، فإنه -حفظه الله - يؤكد دائماً على أهمية الجانب العقدي في حياة أبناء المجتمع السعودي خاصة، حيث إن ما تشهده البلاد من الخير والبركة مرده إلى التمسك بالعقيدة الإسلامية السمحة.

وعوداً على بدء نجد خادم الحرمين الشريفين يوضح أن العقيدة الإسلامية ليس فيها الغلو والتشدد والرهبنة. حيث أكد - حفظه الله - على هذا الأمر في إحدى المناسبات قائلاً:

"العقيدة الإسلامية ما هي فقط شعار ولكنها قول وعمل لا اندفاع ولا تراجع ما في الإسلام من رهبانية، ولا في الإسلام خوف وتشدد وتزمت ولا فيه انحلال، نعمة الإسلام أنه وسط فلذلك التشدد المبني على غير أسس لا يمكن يفيد، والانحلال الذي يراد به الانحلال عن العقيدة الإسلامية معناه فساد في العقيدة الإسلامية، فالحمد لله الأمور واضحة أمامنا" (١) .

في هذه الكلمة لخادم الحرمين الشريفين توجيه غني بالدلالات على عمق الإيمان وخلو العقيدة الإسلامية من كل شائبة تشوبها إضافة إلى ما تدعو إليه من اليسر لا العسر.

كما يوضح - حفظه الله - أن الدين الإسلامي ليس شعاراً بل قول وعمل، وأنه دين الوسط الذي يبعد كل البعد عن التعصب والرهبانية والغلو الديني، إضافة إلى كون الدين الإسلامي الحنيف يدعو إلى الالتزام بالتوجيهات الْخُلُقِيَّة الفاضلة والابتعاد عن التفكك والانحلال بشتى طرقه وبمختلف أنواعه وصوره.

ثانياً: توجيهات لبناء الإنسان:

أكد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في الكثير من كلماته خاصة التي يتحدث فيها لأبنائه طلبة العلم في الجامعات والمناسبات العلمية على أهمية بناء الإنسان السعودي، وفيما يلي توجيهاته في هذا الشأن:

(١) بناء الرجال أصعب من تشييد المدن:


(١) المرجع السابق، ص٤٧،٤٨.