للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى صارت موافقة خط المصاحف العثمانية فيما بعد شرطاً من شروط القراءة الصحيحة لا تجوز مخالفته ثم قام - رضي الله عنه - بإرسال عدد منها إلى الأمصار المشهورة في ذلك الوقت حتى يقطع التنازع الذي حصل بين المسلمين فيما تصح القراءة به وما لا تصح وكان ذلك توفيقا من الله وحفظاً لكتابه (١) .

وهذا ما توخاه خادم الحرمين الشريفين من طباعة المصحف بالمدينة وإرساله إلى كافة المسلمين في شتى الأقطار ليقطع دابر المغرضين الذي يحرفون كلام الله عن مواضعه.

وسمى ذلك المصحف بمصحف (المدينة النبوية) .

ففي السادس عشر من شهر المحرم عام ١٤٠٣هـ. تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بوضع حجر الأساس لهذا المشروع العملاق، وقال عند وضع حجر الأساس: "بسم الله الرحمن الرحيم، وعلى بركة الله العلي القدير، إننا نرجو أن يكون هذا المشروع خيراً وبركة لخدمة القرآن الكريم أولاً، والإسلام والمسلمين ثانياً، راجياً من الله العلي القدير العون والتوفيق في أمورنا الدينية والدنيوية وأن يوفق هذا المشروع الكبير لخدمة ما أنشئ من أجله، وهو القرآن الكريم، لينتفع به المسلمون، وليتدبروا معانيه"

وفي السادس من شهر صفر عام ١٤٠٥هـ أزاح خادم الحرمين الشريفين الستار إيذاناً بتشغيل المجمع بعد أن كمل بناؤه وتجهيزاته الفنية والبشرية.


(١) كتاب المصاحف للسجستاني: ١١. الإتقان للسيوطي:١/١٧٢.