للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الأول: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف

وفيه أربعة مطالب:

المطلب الأول: طباعة المصحف الشريف.

كم هي الأعمال التاريخية العظيمة التي آلى خادم الحرمين الشريفين على نفسه أن يتحملها بكل صدق وإخلاص حتى يصل بها إلى الكمال أو ما يقاربه، وأن يعم نفعها القاصي والداني وخاصة إذا كان فيها خدمة للإسلام والمسلمين.

ومن أَجَلّ تلك الأعمال أمره (حفظه الله) بإنشاء مجمع لطباعة المصحف الشريف، ذلك المشروع الذي يعد بحق من أبرز وأهم الأحداث في تاريخ الأمة الإسلامية الحاضر حيث يهدف إلى تغطية احتياجات العالم الإسلامي من المصاحف الخالية من التصحيف والتحريف والتغيير والتبديل. في وقت كثرت فيه طباعات تجارية للقرآن الكريم لم تحظ بالقدر الكافي من العناية والتدقيق والضبط وحسن الإخراج ناهيك عن وجود طبعات أخرى محرفة عن قصد صادرة عن أعداء الإسلام كي يلبسوا على المسلمين أمر دينهم ويصدوهم عن كلام ربهم الذي تكفل بحفظه فباؤوا بالخزي والفشل والخسارة المادية والمعنوية وحق عليهم قول البارئ جل وعلا {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} (١) .

وقع اختيار خادم الحرمين الشريفين على المدينة النبوية لتكون مقراً لهذه المنشأة العظيمة لأنها عاصمة الإسلام الأولى، وحيث كان يتنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبها تم جمع القرآن الكريم وكتابته في صحف في عهد الخليفة.

الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

ثم حصل الجمع الثاني في مصاحف في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وموافقة جميع الصحابة على تلك المصاحف ونبذ ما سواها.


(١) سورة الأنفال آية: ٣٦.