للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومع تحفظنا على بعض ما ورد في تعبير هذا الرحالة الغربي كوصفه الوهابية بأنها مذهب وأن المؤمنين يجلون الأضرحة.. مما يدل على قلة معرفته بجوهر الإسلام وحقيقته، إلا أنه ومن منظوره الشخصي قدم صورة دقيقة عما عاينه ولمسه من سمة الاعتدال والتوسط لدى سلفنا في القرنين المنصرمين، وما تمتعوا به من أخلاق الإسلام الخالدة: الصدق، الأمانة، الوفاء، المروءة، رعاية الذمة ... الخ.

وهذه الأخلاق في الحقيقة هي عوامل أساسية لتحقيق الاستقرار العام واستتباب الأمن بكل أنواعه، إذ ينعدم التجاحد، والتظالم أو يندر فتؤدى الحقوق والأمانات، وترعى الذمم ويخشى الناس ربهم وخالقهم جل وعلا قبل أن يخشوا عقاب السلطان، وتبعات الجناية.

جـ - الأمن العام وأمن الحج:

الأمن بمفهومه الشامل ثمرة العقيدة الإسلامية الصافية، ولازم من لوازم تطبيق الشريعة، إذ تزرع العقيدة في نفوس معتنقيها الرغبة في الخير للغير، وتهذب الشريعة السلوك النابي، وتهدي للتي هي أقوم من مكارم الأخلاق ومحامد الصفات، رغبا ورهبا.

وإذا طوينا - اختصارا - القرون المفضلة وما تلتها من أحقاب التاريخ إلى بداية ظهور الدعوة الإصلاحية التي صدع بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب في القرن الثاني عشر الهجري "١١١٥ - ١٢٠٦ هـ"نجد أن الأمن على اختلاف محاوره وعمق مدلوله ارتبط في الجزيرة العربية بالحكم السعودي في كل المراحل منذ الدولة السعودية الأولى إلى يومنا هذا فكان يستتب كلما بسط الأئمة من آل سعود سلطانهم ونعم الناس بظلهم فيهنأ بهم المجتمع ويكون ذلك حديث الناس في الأفاق، وهذه حقيقة تاريخية تتجلى في عهد كل إمام من أئمة آل سعود رحمهم الله، سواء في ذلك أمن الحج والحجاج أو الأمن العام.