للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولكي تكون حلقات البحث متكاملة فلا بد من التنويه بهذه الحقيقة التاريخة التي طالما قرأها المتأملون في صفحات التاريخ الغابر وهي كذلك ماثلة في وقائع الحياة المعاصرة، وهي أن الحكم السعودي واستتباب الأمن الشامل صنوان متلازمان.

ودونك نماذج مقتبسة من مراحل الحكم السعودي:

يقول ابن بشر في تاريخ الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود رحمه الله "المتوفى سنة ١٢١٨هـ ":

"كان الحجاج والقوافل وجباة الغنائم والزكاة والأخماس وجميع أهل الأسفار يأتون من البصرة وعمان وبلد العجم والعراق وغير ذلك إلى الدرعية ويحجون منها ويرجعون إلى أوطانهم لا يخشون أحدا في جميع البوادي مما احتوت عليه هذه المملكة لا بحرب ولا سرق وليس يؤخذ منهم شيء من الخاوات والقوانين التي تؤخذ على الحجاج، وبطل جميع الأخاوات والجوائز على الدروب التي للأعراب أحيوا بها سنن الجاهلية، ويخرج الراكب وحده من اليمن وتهامة والحجاز والبصرة والبحرين وعمان وأنقرة والشام لا يحمل سلاحا بل سلاحه عصاه لا يخشى كيد عدو ولا أحد يريده بسوء " [١٠] .

وقال التاريخ أيضا: "الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود رحمه الله كانت الأقطار والرعية في زمنه آمنة في عيشه هنية وهو حقيق بأن يلقب مهدي زمانه لأن الشخص الواحد يسافر بالأموال العظيمة أي وقت شاء شتاءً أو صيفاً يمنا وشاما شرقا وغربا في نجد والحجاز واليمن وتهامة وغير ذلك لا يخشى أحدا إلا الله، لا سارقا ولا مكابرا وكانت جميع بلدان نجد من العارض والخرج والقصيم والوشم والجنوب وغير ذلك من النواحي في أيام الربيع يسيبون جميع مواشيهم في البراري والمفالي من الإبل والخيل الجياد والبقر والأغنام وغير ذلك ليس لها راعي ولا مراعي بل إذا عطشت وردت على البلدان ثم تصدر إلى مفاليها حتى ينقضي الربيع أو يحتاجون لها أهلها لسقي زروعهم ونخيلهم وربما تلقح وتلد ولا يدري أهلها إلا إذا جاءت وولدها معها" [١١] .