ومن عجب أن أ. سزكين يوافق المستشرقين في أخطائهم فيما ينقله عنهم ويخالفهم في بعض صوابهم وهو قليل ومثاله هذه التساؤلات التي لم تثبت حيث ذهب إلى ذلك (جولد تسيهر) اليهودي فقال معقباً عليه: وهناك أسباب أخرى تجعلنا لا نتفق مِع (جولد تسيهر) في اعتباره هذا الخبر مجرد أسطورة فابن عباس شرح المائتين كلمة – تقريبا - التي قدمها له نافع بن الأزرق أحد زعماء الخوارج بشواهد من الشعر الجاهلي.
١٥- وفي الصفحة نفسها وافق المستشرقين (جولد تسيهر) اليهودي و (لوت) في بعض الافتراءات على ابن عباس رضي الله عنهما، فقال بعد الفقرة السابقة:
"إن المقتبسات الباقية التي ترجع إلى عبد الله بن العباس تذكر أحياناً أسماء عدد من الرواة. وفي هذه المقتبسات يتضح أن ابن عباس ذكر روايات عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن كبار الصحابة، وأنه اعتمد- من ناحية أخرى- في شرح دلالات الكلمات على أحد المخضرمين وهو أبو الجلد جيلان بن فروة. وكان أبو الجلد مخضرماً يزهو بأنه قرأ كتباً قديمة. وقد ورد (في هذه النصوصِ) أيضاً اسمان ليهوديين أسلما، هما كعب الأحبار وعبد الله بن سلام، وكان كعب حبراَ يمنيأ. وقد وصفها لوت بأنها ((مدرسة ذات لون يهودي)) تنتسب إلى ابن عباس. اهـ.
وفي هذا النقل وجهان من الافتراءات:
الوجه الأول: أن ابن عباس روى عن أبي الجلد ثم استدل بخمس روايات من تفسير الطبري وذكر مواطنها وأسوقها بالترتيب كما وردت قال الطبري:
حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا بشر بن إسماعيل، عن أبي كثير، قال: كنت عند أبي الجلد، إذ جاءه رسول ابن عباس بكتاب إليه، فكتب إليه: "كتبت تسألني عن الرعد، فالرعد الريح".
حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا بشر بن إسماعيل، عن أبي كثير، قال: كنت عند أبي الجلد، إذ جاءه رسول ابن عباس بكتاب إليه، فكتب إليه: "كتبت إلىّ تسألني عن البرق، فالبرق الماء".