وجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا لذى الخلصة من المدينة إلى خثعم فغزاها. عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال:"كان بيت في الجاهلية يقال له ذو الخلصة، والكعبة اليمانية، والكعبة الشامية، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ألا تريحني من ذي الخلصة؟ فنفرت في خمسين ومائة فارس من أحمس، فكسرناه وقتلنا من وجدنا عنده فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فدعا لنا ولأحمس، وفى لفظ للبخاري: وكان ذو الخلصة بيتا باليمن لخثعم وبجيلة فيه نصب تعبد يقال له الكعبة [٦٣] . ولفظه في البخاري ومسلم وأحمد: "ألا تريحني من ذي الخلصة".
انظر إلى هذا التعبير النبوي فكان وجود الأوثان يقض مضجعه ويقلقه عليه الصلاة والسلام فلا يقر له قرار ولا يجد راحة واعجب من واقع كثير من الدعاة اليوم يرون أمام أعينهم مظاهر الشرك فلا تحرك فيهم ساكنا ولا يحسبون لهذا الواقع المر حسابا بل الأدهى والأمر انهم يتذمرون ممن ينكر ويتألم لهذا الواقع الجاهلي السيئ.
وعن أبي الطفيل عامر بن واثلة، قال: "لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد إلى نخلة، وكانت بها العزى، وكانت على ثلاث سمرات فقطع السمرات، وهدم البيت، الذي كان عليها ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال:"ارجع فإنك لم تصنع شيئاً" فرجع خالد فلما أبصرته السدنة وهم حجبتها أمعنوا في الجبل، وهم يقولون: يا عزى، يا عزى فأتاها خالد، فإذا هي امرأة عريانة ناشرة شعرها تحفن التراب على رأسها فغمسها بالسيف حتى قتلها، ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاخبره فقال:"تلك العزى "[٦٤] .
وكانت مناة للأوس والخزرج ومن دان بدينهم من أهل يثرب، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان ليهدمها وقيل علي بن أبى طالب [٦٥] .