للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الاستفهام الثاني: (أفلا يتوبون) قد جاء في قوله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} . الآيتان: (٧٣-٧٤) من سورة المائدة.

تتضمن الآية الأولى من هاتين الآيتين الكريمتين أن الذين يقولون إن الله أحد آلهة ثلاثة (يريدون بالثلاثة: الله سبحانه وتعالى، وعيسى، وأمه) إن الذين يقولون هذا قد كفروا كفراناً مبيناً، فما من إله في الوجود مستحق للعبادة إلا إله واحد أحد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له صاحبة ولا ولد، وما كان معه من إله، وهو الله سبحانه وتعالى.

وإن لم يرجع هؤلاء الذين كفروا وقالوا إن الله ثالث ثلاثة، إن لم يرجعوا عن مقالتهم ويتوبوا إلى الله تعالى ليصيبنّ الذين كفروا منهم عذاب أليم.

وفي الآية الثانية من هاتين الآيتين الكريمتين جاء هذا الاستفهام: {أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ} . وهو استفهام إنكار وتوبيخ وتعجب.

ينكر الله سبحانه وتعالى على أولئك الكافرين القائلين إن الله ثالث ثلاثة, ويوبخهم أن لا يرجعوا عن مقالتهم هذه ويتوبوا إليه تعالى ويستغفروه، فقولهم هذا لا يقبله عقل سليم، ولا تقوم به حجه بيّنة.

وهو استفهام يدل أيضا على التعجب بمعنى كيف لا يتوبون إليه تعالى ويستغفرونه من هذا الذنب الذي ليس بعده ذنب وقد تهيأت لهم أسباب التوبة والاستغفار، فالله سبحانه وتعالى غفور لذنوب التائبين الراجعين عن معاصيهم، رحيم بهم بقبوله توبتهم والعفو عما سلف من كفرهم.

أختي العزيزة: