للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في تاريخها مثل هذا النمط من التعبير) (١).

(ورغم الحبر الكثير الذي أريق منذ ربع قرن حول علاقة قصيدة النثر بالشعر، فما زالت قصيدة النثر العربية قصيدة عربية غير شرعية وغير مقنعة، إنها صنو العجز ومرادف الخيبة، وما زال مكانها هو النثر لا الشعر) (٢).

(لقد رفضنا قصيدة لا لنسبها الأجنبي (٣) بل لأن تاريخها عندنا حافل بقلة الشعر وكثرة النثر الرديء، أنت تقول أنها "نبضة كامنة" نحن نقول إذا كان من كمون في هذه النبضة الهابطة فهو للعجز، وإذا كان من بروز فهو للشهوة الشعرية الخائبة!) (٤).

(الأمر الذي ينير الانتباه أن أكثر الذين كتبوا قصيدة النثر أو دافعوا عنها لهم "موقف" من التراث العربي الإسلامي، إنهم هاربون من هذا التراث لا منطلقون منه، أن التراث في ضميرهم مشكلة لا عملية انتماء فخور) (٥).

(إني لا أريد أن أقول أن الفكر القابع وراء التنظير لقصيدة النثر هو فكر أقلي، وهناك ألف دليل على ذلك) (٦).

(لقد قرأت في الفترة الأخيرة كتبًا في نقد الشعر فوجدتها مصابة بعدوى "قصيدة النثر" فبدلًا من أن تكون لغة النقد لغة علمية باحثة محللة منقبة مقارنة كانت لغة الطبيعة في ليلة من ليالي كانون: غيوم داكنة سوداء مشحونة بما لا يعلم أحد حتى الناقد نفسه، وأفق ضبابي سديمي لا يرى فيه شيء وهكذا وقع الناقد فرية الإبهام والتعمية، اصطاده


(١) المصدر السابق: ص ٦١ - ٦٢.
(٢) المصدر السابق: ص ٦٣.
(٣) من المقرر عند الحداثيين أن التبعية للغرب ليست مذمة بل هي محمدة عند أكثرهم.
(٤) المصدر السابق: ص ٦٥.
(٥) المصدر السابق: ص ٦٦.
(٦) المصدر السابق: ص ٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>