للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله سبحانه: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (٣٥) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (٣٦)} (١).

ولذلك رد اللَّه عليهم هذه الدعاوى المتخبطة والمجادلة الباطلة، فقال سبحانه: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (٤١)} (٢)، وقال -جلَّ وعلا-: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (٦٩)} (٣)

وأقوال الحداثيين والعلمانيين المعاصرين في إضافة الشعر إلى القرآن، ووصف القرآن بالشعر هي من جنس أقوال أسلافهم الذين ذكرهم اللَّه في القرآن العظيم، وقد مر معنا قول أدونيس القرآن شعر لا كالشعر (٤)، وقد كان جبران خليل جبران يسمي قصائده سورًا، وسمى إحدى قصائده "سورة القدر" وذلك ضمن طموحه العظيم -كما يقول باروت- أن يكون نبيًا (٥).

وفي إحدى وثائق الكتاب الدوري قضايا وشهادات جاءوا لأحد أسلافهم بقول فيه: (الشعر يا قوم يا ذوي العيون رسالة ووحي لا شعوذة ولا تدجيل، ومعاذ الرسالة والوحي أن يهبطا إلّا على طهر القلوب. . . جعلت هذه النفحات مقطوعات دعوت كلًا منها "سورة" أو "أغنية") (٦).

ونشرت مجلة مواقف مقطوعة لشاعر حداثي بعنوان "آية الرجم" وتقول المجلة أنه عنوان لمجموعة شعرية جديدة تتكون من خمس "سور"، واكتفت


(١) الآيتان ٣٥ - ٣٦ من سورة الصافات.
(٢) الآية ٤١ من سورة الحاقة.
(٣) الآية ٦٩ من سورة يس.
(٤) انظر: الثابت والمتحول ٣ - صدمة الحداثة: ص ٢٣.
(٥) انظر: الحداثة الأولى: ص ٢٣٨.
(٦) قضايا وشهادات ٣ شتاء ١٩٩١ م/ ١٤١١ هـ: ص ١٦٠، والكلام لخير الدين الأسدي وتاريخه ١٣/ ١١/ ١٣٦٩ هـ ٨/ ٢٧/ ١٩٥٠ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>