للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المجلة بنشر "سورتين" من هذه المجموعة التي يلتزم فيها الشاعر بحرف الجيم في كل سطر (١).

وفي قضايا وشهادات ما نصه: (إن رواية حدث أبو هريرة (٢) إن صح التعبير آيات انحلت وانفرطت فأعيد تجميعها وصفها بنسق مغاير، فاحتفظت بخيوط الأصل وإن حاكت منها ثوبًا فنيًا جديدًا. . .، ويخلق المسعدي (٣) الجو القرآني برجوعه إلى أماكن وأسماء ترتبط ذهنيًا بالنبوة والدعوة الإسلامية، فهو يكثر من ذكر آدم وحواء ومكة ويشير إلى أهل الكهف وأبي رغال والكعبة والحجر الأسود وغار حراء، وبالإضافة إلى ذلك فإن المفردات التي تتواتر في نصه قرآنية. . .، وتتراوح فصول الرواية في الطول والقصر كما تتراوح السور في القرآن. . .، وترسيخًا لكل ما سبق من استدعاءات قرآنية فقد استهل المسعدي روايته بما أطلق عليه "الفاتحة" وهي تسبق الفصل الأول، ولكن عوضًا عن أن تكون صلاة لرب العالمين فهي بيت شعر) (٤).

وعن هذه الرواية قال مؤلفا رأيهم في الإسلام في سياق ترجمتهم لمؤلف الرواية: (فعمله الأساسي "هكذا تكلم أبو هريرة" يتبع الشكل القرآني والشرعي كما الحديث الشريف، ومن المصادفات أن يكون بطل المسعودي مشكوكًا في وجوده التاريخي الذي ينفيه دارسو الإسلام) (٥).


(١) انظر: مجلة مواقف - العدد ٥٩/ ٦٠ صيف خريف وخريف ١٩٨٩ م/ ١٤٠٩ هـ الصفحات: ١٥٤ - ١٦٧، والمقطوعات المشار إليها لحسن طلب.
(٢) رواية حدث أبو هريرة محمود المسعدي من تونس، وتقع في ٢٣٢ صفحة، نشر دار الجنوب للنشر - تونس، الطبعة الثالثة ١٩٨٩ م.
(٣) محمود المسعدي، حداثي تونسي مسؤول كبير في الدولة أيام بورقيبة، تقرب منه فأولاه مناصب رسمية فكان وزيرًا للعدل، ثم رئيسًا لمجلس الأمة ووزيرًا للثقافة، تشاؤمي النزعة، مع إخلاص دائم وثناء لبورقيبة وأفكاره، اشتهر بروايته حدث أبو هريرة، ولد سنة ١٣٢٩ هـ وهو من خريجي جامعة السوربون. انظر: رأيهم في الإسلام: ص ١٥٣ - ١٥٤، وغلاف روايته حدث أبو هريرة.
(٤) قضايا وشهادات ٢ صيف ١٩٩٠ م/ ١٤١٠ هـ: ص ٢٣٧، ٢٣٨، ٢٤٠.
(٥) رأيهم في الإسلام: ص ١٥٣. وسمياه المسعودي والصواب المسعدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>