للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا كان أدونيس يعلم أن دولة اليهود قامت على نصوص التوراة المحرفة والتلمود الماكر، فلم يستكبر ويعرض بجانبه ويثني عطفه إذا نادى مسلم بإقامة المجتمع والدولة على أساس الإسلام؟.

بل إن أدونيس وهو يحارب النص باعتباره عالم تزول فيه الإرادة الإنسانية -حسب قوله- يمارس ذلك أبشع ممارسة حين يستعيد النص النصيري الباطني، ويسعى في إحيائه وترسيخه وبثه (١)، بل إنه يستعير النص الغربي بطريقة انتحالية فجة، ويستنسخ أقوال الغربيين ونصوصهم ويترجمها إلى اللغة العربية، ناسبًا النص المستنسخ إلى نفسه.

وقد تراكمت انتحالاته للنصوص الغربية وغيرها إلى حد جعل بعض الحداثيين يؤلف في ذلك كتابًا بعنوان "أدونيس منتحلًا" أثبت فيه المؤلف بالوثائق والشواهد انتحالات أدونيس "عميد الحداثة العربية"، وقال عنه: (ثمة نادرة بصدد أدونيس شائعة لدى المهتمين بالشعر العربي مفادها أن الرجل طالما "يعيد طبخ" ما لغيره، تلخص هذه الصيغة بالطبع ما يقعون عليه في شعره هنا وهناك من أصداء لأعمال الآخرين، يعيد هو "معالجتها" أو يذيبها في نسيج لغته، بحسب التحديد العلمي الذي سنعود إليه، تدخل هذه الأصداء في عداد السرقة، لكن هناك في أذهان الكثيرين منها أيضًا جملًا كاملة مأخوذة عن الآخرين بالحرف الواحد أي: منحولة هذه الجملة، التي يقدم لك كل واحد من متتبعي الشاعر عددًا منها، هي الخيط الموصل إلى انتحالات أدونيس الكبرى) (٢).

ومن ضمن الشواهد التي ساقها المؤلف لإثبات سرقات أدونيس مقال له عن الوحي نشره في مجلة مواقف العدد ٤٣ خريف ١٩٨١ م/ ١٤٠١ هـ يذكر فيه أن الوحي مجرد وهم، ولكنه وهم يفعل في نفوس المؤمنين به


(١) انظر: الفصل الرابع من الباب الأول من هذا البحث ففيه دلائل عديدة على ذلك.
(٢) أدونيس منتحلًا: ص ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>