للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوليست هذه النصوص أسسًا ودعائمًا لدولة إسرائيل؟

وللنصوص العربية دور مماثل.

ما النص الأصيل؟:

حسب التفسير الشائع -في الدين اليهودي والمسيحي والإسلامي- النص عالم تزول من الإرادة الإنسانية أمام إرادة اللَّه، فأي معنى يبقى لعالم فقد إنسانه واحتفظ باللَّه والنص؟ إذ أن جوهر الإنسان في غده وليس في ماضيه.

فجذوره مهيار في خطواته، والإنسان لم يجد هويته يوم صاغ لغته فحسب (١)، وإنّما وجد أصله، فمهيار نقيض كل نظام قائم على نصوص أصيلة، اتخذ الحرية مقرًا، والديمقراطية الاشتراكية عقيدة لا يقبل بأصل غير الإنسان) (٢).

يصح أن نطلق على هذا النص أنه من ملخصات "الإبداع الحداثي" الذي يضج القوم بالدعوة إليه إلى حد التقديس، فلا إبداع مع نصوص الوحي، مع الإسلام خاصة؛ لأن الكلام هنا موجه إلى العرب المسلمين، وهم ميدان المعركة التي يخوضها المستغربون ضد العقيدة والدين.

أي أن الإبداع لا يُمكن أن يلتقي مع "النص الأصيل" وهذه حقيقة من حيث واقع الحداثيين، أمّا من حيث التصور والإمكان فهذا مجرد وهم وادعاء، ووسيلة لجذب الأغرار إلى حمأة الإلحاد والكفر من خلال التغرير بهم والمخادعة لهم، بمثل هذه الكلمات الجوفاء و"لا إبداع مع النص" "النص ضد الإبداع" فتنشأ في نفوسهم البغضاء للنصوص الشرعية وما ينبثق منها، ثم تنشق "إبداعاتهم" عن ثمرات مرة نتنة من الشكوك والريب والإعراض والرد والاستكبار على دين اللَّه ومنهجه.


(١) انظر: مثل هذا القول في الكتابة خارج الأقواس لسعيد السريحي: ص ٢٠، ٢٣، ٢٤.
(٢) رأيهم في الإسلام: ص ٣٤ - ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>