وقد جعل جابر عصفور القرآن نصًا أولًا تبعًا لأدونيس وأركون، وجعل تطبيقات الإسلام نصًا ثانيًا، فقال:(إن علاقة إسلام النفط بالإسلام -النص الأول الو استخدمنا مصطلح أدونيس - أركون) - هي علاقة النص الثاني بأصله الذي يعيد إنتاجه لصالحه الخاص، من حيث هو نص ثانٍ، عبر وسائط يُمكن أن تسقط جوانب من النص الأول أو تضيف إليه، وأن تضخم أو تصغر أو تعيد ترتيب بعض المكونات، أو تركز على بعضها دون بعض. . . الخ، ما ظل النص الأول "حمال أوجه" يُمكن أن يتوافق بعضها - أو كلها، تأويلًا، والغاية النهائية لإعادة إنتاج النص الأول. . . إن إسلام النفط يمتح من المخزون النقلي "الاتباعي"، الذي ظل معاديًا للحداثة طوال عصور التراث، ويؤسس علاقة متميزة بفكر الحنابلة الذي تمثله كتابات ابن الجوزي وابن تيمية بوجه خاص، وهي كتابات لها علاقاتها الأصولية التاريخية بالمذهب الوهابي، أهم المذاهب النقلية السائدة في منطقة الجزيرة العربية. . . إن إسلام النفط يكرر الأصوات السابقة في التراث النقلي. . .) (١).
ثم يورد جملة من قضايا الاتباع وأدلته ويسخر بها ويجعلها دليلًا له على الاتباعية التي يراها عيبًا إلّا إذا كانت اتباعًا للغرب في "البنيوية" و"التناصية" و"الدال" و"التماهي" و"المتح"، وغير ذلك من العبارات التقليدية المستعارة.
والشاهد المراد في هذا القول أنه تبعًا لأركون وتشبهًا بأبي زيد يجعل القرآن العظيم نصًا أولًا، وما تفرع عنه من فهم وتطبيق نصًا ثانيًا، وهذا هو عين قول نصر أبو زيد، الذي أنكر صدور الوحي عن اللَّه تعالى، وجعله من معطيات الواقع الاجتماعي والثقافي.
ومن فعاليات ندوة الإسلام والحداثة المحاضرة التي ألقاها العلماني المتطرف عادل ظاهر، والتي بعنوان "الإسلام والعلمانية"، وقد حشد