للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأول: التشكيك في ثبوت الوحي كله أو بعضه، وجحد إضافته اللَّه تعالى، بنفي قداسته، وجعله مخلوقًا، وجعله من نتاج الواقع والثقافة والبشر.

الثاني: إزاحة دلالاته الأصلية، وإسقاط طريقة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه والتابعين علماء الحق من المسلمين، في فهم دلالات النصوص، وجعل دلالات نصوص الوحي مشاعة ومفتوحة لأفهام الزنادقة والمنحرفين والجاهليين من الحداثيين والعلمانيين والمستشرقين وتلامذتهم.

الثالث: كل ما سبق تمهيد لإزاحة نصوص الوحي عن الواقع والتصرف فيها -تطبيقًا- وفق أهواء العلمانيين والحداثيين، وكل ذلك على أساس رفض الاستسلام للوحي وترك القبول له، والمجاهرة بالمعارضة الصريحة له.

وهذه المضامين الأساسية التي هي جوهر كلام "نصر أبو زيد" هي عينها، المضامين الحاضرة في كلام الحداثيين عن نصوص الوحي، ولا يُمكن جمع كل ما صدر عنهم في هذا الباب من انحرافات ولكن في الشواهد السابقة، -وما سوف يلحق بعد قليل- يكفي في توضيح ملامح اعتقاداتهم المناقضة للإسلام في هذا الركن العظيم، علمًا بأن ما سبق ذكره من أقوال منظري الحداثة الفكرية والعلمانية اللادينية ينطبق على قضية الوحي التي هي الركن الثالث "الإيمان بالكتب"، وينطبق أيضًا على الركن الرابع "الإيمان بالرسل" حيث لا انفكاك بين هذين الركنين.

ومن شواهد انحرافاتهم في قضية الوحي قول جابر عصفور (١) في ندوة


(١) جابر عصفور، علماني حداثي مصري، أستاذ النقد الأدبي في جامعة القاهرة، ومن مؤسسي مجلة فصول، وله عدة مؤلفات منها: المرايا المتجاورة دراسة في فكر طه حسين النقدي، وله مترجمات منها: البنيوية، والماركسية والنقد الأدبي، ومن آخر مؤلفاته هوامش على دفتر التنوير صب فيه عصارة تطرفه العلماني وغلوه الحداثي، وهاجم دعاة الإسلام، وروج لظلاميات الحداثة والعلمانية تحت الشعار الكاذب "التنوير" {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ}، {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}. انظر عن ترجمته: الإسلام والحداثة: ص ٤١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>