للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا (٤) وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٥) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (٦)} (١).

ومن رؤوس أهل الباطل المتصدين لكتاب اللَّه تعالى وللوحي الكريم بالنقد والرد والتشكيك الكاتب المصري نصر حامد أبو زيد الأستاذ في إحدى الجامعات المصرية، والذي صدر ضده حكم بالردة، وبلزوم طلاق زوجته منه!!، وهي مثله في الضلالة، وقد تبرعت له الحكومة العلمانية بالحماية والرعاية، ثم سعت في إخراجه خوفًا عليه من مصير صنوه الهالك فرج فودة، واستقبلته أسبانيا ودعته هولندا وبريطانيا وفرنسا وأمريكا للإقامة فيها ووعدته بحق اللجوء، في الوقت الذي تطارد فيه الشباب المسلم وتعتقلهم وتحاكمهم، وتحاكم بعض قادة العمل الإسلامي {لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً} (٢)، {كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً} (٣).

وقد تصدى نصر أبو زيد للوحي تصدي العدو المبغض، وتناول القرآن تناول الشانيء المحارب، وتعامل مع العقيدة والشريعة تعامل المستخف المستهين، بأساليب ملتوية من المكر والخديعة، ولو أردنا أن نجمع أقواله في هذا المجال لطال الكلام؛ لأن أكثر كتاباته تدور في مجال التأصيل لمذهبه القائم على التشكيك في صحة القرآن وثبوته، وصحة نقله، وجمعه، وجحد قضاياه الاعتقادية، ولوازمه التشريعية.

ومن كتبه ومقالاته في هذا الصدد: كتاب "مفهوم النص" (٤)، وكتاب


(١) الآيات ٤ - ٦ من سورة الفرقان.
(٢) الآية ١٠ من سورة التوبة.
(٣) الآية ٨ من سورة التوبة.
(٤) وقد قام بعرض هذا الكتاب ودراسته ومدحه والإشادة به حسن حنفي في مجلة فصول العدد ٣ و ٤ فبراير ١٩٩١ م/ ١٤١١ هـ: ص ٢٢٧ وص ٢٣٧، وجابر عصفور في مجلة إبداع العدد ٣ مارس ١٩٩٢ م/ ١٤١٢ هـ: ص ٣٠. "بعضهم أولياء بعض".

<<  <  ج: ص:  >  >>