للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمر الله سبحانه وتعالى عباده بالذكر حتى يفلحوا فقال تعالى: وَاذْكُرُواْ اللهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ [الأنفال: ٤٩].

وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم للأعرابي بأن يكون لسانه رطبا بذكر الله، فعن عبد الله بن بسر قال: ((إن أعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شرائع الإسلام قد كثرت علي، فأنبئني منها بشيء أتشبث به , قال: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل)) (١).

وقال صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال ذكر الله عز وجل)) (٢).

وعن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة)) (٣).

وعن الأغر المزني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة)) (٤).

٥ - الإكثار من النوافل:

الإكثار من النوافل يقرب إلى الله سبحانه وتعالى ويورث محبته وفي الحديث القدسي ((وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه)) (٥) والإكثار من النوافل يعوض ما قد يطرأ من النقص والتقصير في الفرائض.

٦ - العظة من خاتمة من أصابه الفتور:

تجد بعض من يصاب بالفتور ينتكس وتكون خاتمته سيئة قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ [محمد: ٢٥].

٧ - التفكر في يوم القيامة:

فالتفكر في اليوم الآخر وما أعده الله لعباده الممتثلين لأوامره من النعيم، وما أعده للكفار والعاصين من العذاب، يحرك في قلب صاحبه العزيمة الفاترة فيقبل على الله بقلبه ليكون من المنيبين إليه.


(١) رواه الترمذي (٣٣٧٥)، وابن ماجه (٣٠٧٥)، وأحمد (٤/ ١٨٨) (١٧٧١٦)، وابن حبان (٣/ ٩٦) (٨١٤)، والحاكم (١/ ٦٧٢)، والبيهقي (٣/ ٣٧١) (٦٣١٨). من حديث عبدالله بن بسر رضي الله عنه. قال الترمذي: غريب من هذا الوجه، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، وقال ابن مفلح في ((الآداب الشرعية)) (١/ ٤٢٥): إسناده جيد، وقال ابن حجر في ((الفتوحات الربانية)) (١/ ٢٥٧): حسن ولأصل الحديث شاهد، وصححه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)).
(٢) رواه الترمذي (٣٣٧٧)، وابن ماجه (٣٠٧٢)، وأحمد (٥/ ١٩٥) (٢١٧٥٠)، ومال في ((الموطأ)) (٢/ ٢٩٥)، والحاكم (١/ ٦٧٣)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (١/ ٣٩٤) (٥١٩). من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وحسنه البغوي في ((شرح السنة)) (٣/ ٦٦)، وحسن إسناده المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (٢/ ٣٢٦)، والدمياطي في ((المتجر الرابح)) (٢٠٣)، والهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (١٠/ ٧٦)، وقال ابن حجر في ((الفتوحات الربانية)) (١/ ٢٦٥): مختلف في رفعه ووقفه وفي إرساله ووصله [و] الصحيح الوقف، وصححه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (٢٨٨٦)، والألباني في ((صحيح سنن الترمذي)).?
(٣) رواه البخاري (٦٣٠٧).
(٤) رواه مسلم (٢٧٠٢).
(٥) رواه البخاري (٦٥٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>