للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

- لأبناء تبسة العائدين من عنابة أو قسنطينة أو الجزائر- بشارة الوصول إلى الحظيرة. وهي سوف تؤذن لي كثيراً فيما بعد بالوصول إلى تبسة. حوالي الساعة الخامسة أو السادسة عبرت السيارة جسر (وادي الناقوس)، واجتا زت الحي السكني الأوربي مارة أمام مدرستي القديمة، ثم عبرت بعد ذلك باب قسنطينة لتدخل المدينة.

أثناء دخولنا تعرّفت إلى بعض الوجوه، وواحد من رفاق اللعب عرفني فأطلق صرخة من الفرح ثم أطلق ساقيه وراء السيارة ليلقاني ويحمل حقيبتي إلى المنزل. ولكن المنزل كان خالياً ...

فأمي إثر عودتها من قسنطينة نقلت إلى تونس وأدخلت مستشفى صديقياً، وهناك أجريت لها جراحة غير ناجحة عرضت حياتها للخطر، وقد رافقتها شقيقتاي إلى تونس: الكبرى لتعالج بدورها، والصغرى لمرافقة أمها والعناية بها. أما أبي فقد صحبها ليكون بالقرب منها.

وحللت في منزل عمي القريب منا غير عابئ بما يخبئه القدر لي حتى يوم عودة أمي إلى البيت يحملها على سجادة أربعة رجال. حينئذ بكيت بمرارة لاعتقادي بأن أمي صائرة إلى الموت.

قضيت عطلتي ذلك الصيف تارة مع أصدقائي وطوراً بقرب أمي المريضة. لقد كانت على الرغم من مرضها الخطير تدير المنزل، وقد رتبت عودتي إلى قسنطينة، فمن سريرها تولت الاهتمام بأدق تفاصيل الرحلة، خاصة أنني سأكون هذه المرة طالباً داخلياً. وهذا يفرض على طلاب المدرسة أن يحضروا معهم أغطيتهم ووساداتهم.

لقد حضّرت أمي ذلك كله وهيأته. غير أنها في صباح الرحيل لم تتمكن من إفراغ (ماء العودة) عند قدمي فتولت شقيقتي الكبرى ذلك عندما ولجت عتبة الباب.

***

<<  <   >  >>