للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حال مقارنة لأن بعثهم كان وقت البشارة والنذارة، وقيل حال مقدرة فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ حسن، ومثله بغيا بينهم بِإِذْنِهِ كاف. فإن قلت ما معنى الهداية إلى الاختلاف والهداية إلى الاختلاف ضلال؟ فالجواب أن أهل الكتاب اختلفوا وكفر بعضهم بكتاب بعض فهدى الله المؤمنين فآمنوا بالكتب كلها فقد هداهم الله لما اختلفوا فيه من الحق، لأن الكتب التي أنزلها الله تعالى حق وصدق، واختلفوا في القبلة، فمنهم من يصلي إلى المشرق، ومنهم من يصلي إلى المغرب، ومنهم من يصلي إلى بيت المقدس، فهدانا الله إلى الكعبة، واختلفوا في عيسى فجعلته اليهود ولد زنا، وجعلته النصارى إلها، فهدانا الله للحق فيه.

مطلب: عدد الأنبياء الذين في القرآن:

فائدة:

الذي في القرآن من الأنبياء ثمانية وعشرون نبيّا، وجملتهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، والمرسل منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر نبيّا، وكانت العرب على دين إبراهيم إلى أن غيره عمرو بن لحيّ مُسْتَقِيمٍ تام مِنْ قَبْلِكُمْ حسن للفصل بين الاستفهام والإخبار، لأن ولما يأتكم عطف على أم حسبتم:

أي أحسبتم وأ لم يأتكم. قاله السجاوندي، ولما أبلغ في النفي من لم، والفرق بين لما ولم أن لما قد يحذف الفعل بعدها بخلاف لم، فلا يجوز حذفه فيها إلا

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


كاف يَوْمَ الْقِيامَةِ كاف بِغَيْرِ حِسابٍ تامّ وَمُنْذِرِينَ حسن فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ حسن وقال أبو عمرو كاف، والوقف على كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً ليس بجيد، وإن قيل إنه حسن، لأن ما بعده متعلق به بَغْياً بَيْنَهُمْ مفهوم، وقال أبو عمرو كاف وقيل تامّ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ كاف، وكذا: مستقيم خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ صالح، وإن قيل إنه حسن مَتى نَصْرُ اللَّهِ حسن، وقال أبو عمرو كاف قَرِيبٌ تامّ ماذا

<<  <   >  >>