وهذه السورة وثمان آيات من الحشر، ليس فيها آية إلا وفيها اسم الله تعالى مرّة أو مرتين، ولا نظير لها في القرآن، وهي نصف القرآن بالنسبة لعدد سوره، لأنها ابتداء ثمان وخمسين سورة، كلمها أربعمائة وثلاث وسبعون كلمة، وحروفها ألف وسبعمائة واثنان وسبعون حرفا، وآيها إحدى أو اثنتان وعشرون آية.
فِي زَوْجِها ليس بوقف، لأن وتشتكي عطف على تجادلك، فهي صلة أو هي في موضع نصب على الحال، أي: تجادلك شاكية حالها إلى الله تعالى، وهو أولى، وحسن على أن تشتكي مبتدأ لا عطف على تجادلك تَحاوُرَكُما كاف بَصِيرٌ تامّ، ومثله: هنّ أمّهاتهم الذين مبتدأ خبره ما هنّ أمّهاتهن، وما هي الحجازية التي ترفع الاسم وتنصب الخبر، فهنّ اسمها وأمّهاتهم خبرها، ومثله: ما هذا بشرا، وكذا: فما منكم من أحد عنه حاجزين، على قراءة العامة أمّهاتهم بالنصب، وقرئ أمهاتهم بالرفع على لغة تميم، وقرأ ابن مسعود بأمهاتهم بزيادة الباء وهي لا تزاد إلا إذا كانت عاملة، فلا تزاد في لغة تميم قال ابن خالويه: ليس في كلام العرب لفظ جمع لغات ما النافية إلا حرف واحد في القرآن جمع اللغات الثلاث غيرها وَلَدْنَهُمْ
ــ
كاف فاسِقُونَ تامّ وَيَغْفِرْ لَكُمْ كاف، وكذا: من يشاء، آخر السورة، تام.
سورة المجادلة مدنية تَحاوُرَكُما كاف، وكذا: بصير، وما هنّ أمّهاتهم، وهو خبر الذين يظاهرون
(١) وهي عشرون وآية في المكي وإسماعيل، وآيتان في الباقي والخلاف في آية: فِي الْأَذَلِّينَ [٢٠] غير مكي وإسماعيل، وانظر: «التلخيص» (٤٣١).