هو: أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي الحافظ الأستاذ البغدادي، شيخ الصنعة وشيخ القراء في عصره، والمقدم منهم على جميع أهل زمانه.
نشأ «أبو بكر بن مجاهد» منذ نعومة أظافره على حفظ القرآن، وأكبّ إكبابا منقطع النظير على قراءات القرآن، وتفسيره، واعرابه، وروايات حروفه وطرقه، تساعده في ذلك حافظة واعية لا يرتسم فيها شيء الا يثبت وكأنما يحفر فيها حفرا، كما كان يساعده ذكاء نافذ ومعرفة واعية بالرواية والقراء.
وقد مضى يختلف إلى شيوخ القراءات في عصره حتى أخذ عنهم جميعا، وكأنما تحولت حافظته سجلّا ضخما بجميع القراءات بطرقها ورواياتها الكثيرة. ومن أهم شيوخه «عبد الرحمن بن عبدوس» الثقة الضابط المحرر، تلميذ «أبي عمر الدوري» إذ يقول «ابن مجاهد»: قرأت على «ابن عبدوس» قراءة نافع من أول القرآن إلى خاتمته نحوا من عشرين ختمة.
ويذكر «ابن مجاهد» في مستهل حديثه عن «ابن كثير» وأسانيده لقراءته أنه قرأ بها على «قنبل» شيخ القراء بمكة المكرمة سنة مائتين وثمانية وسبعين للهجرة، مما يدل على أنه رحل لسماع القراءات إلى أمصارها في مكة المكرمة،
(١) انظر ترجمته فيما يأتي:- فهرست ابن النديم ١/ ٣١، وتاريخ بغداد ٥/ ١٤٤، وفهرست ابن خير ٢٣، والمنتظم ٦/ ٢٨٢، والكامل لابن الأثير ٨/ ٣٢٨، وتاريخ الإسلام، الورقة ١٢٩ (أحمد الثالث ٢٩١٧/ ٩) والعبر ٢/ ٢٠١، ومرآة الجنان ٢/ ٢٨٨، وطبقات السبكي ٣/ ٥٨، وطبقات الأسنوي ٢/ ٣٩٤ والبداية والنهاية ١١/ ١٨٥، وغاية النهاية ١/ ١٣٩، ومعرفة القراء: ١/ ٢٧٠، ونهاية الغاية الورقة ٢٧، وطبقات ابن قاضي شهبة ١/ ٧٣، والنجوم الزاهرة ٣/ ٢٥٨ وشذرات الذهب: ٢/ ٣٠٢.