وقد حكت لنا كتب السير والتاريخ عن قدرة المرأة العقلية وذكائها فهذه أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها لما هاجر رسول الله من مكة وكان معه أبو بكر الصديق فحمل معه جميع ماله، تقول أسماء: فأتاني جدي أبو قحافة وقد عَمِيَ فقال: إن هذا فجعكم بماله ونفسه. فقلت: كلا قد ترك لنا خيراً كثيراً فعمدت إلى أحجار فجعلتها في كوة البيت وغطيت عليها بثوب ثم أخذت بيده ووضعتها على الثوب فقلت: هذا ما تركه لنا فقال: أما إذا ترك لكم هذا فنعم.
وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها فقيهة محدثة تنظم الشعر أيضاً , ويروي الشعبي فيقول: (قيل لعائشة رضي الله عنها يا أم المؤمنين هذا القرآن تلقيته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك الحلال والحرام. وهذا الشعر والنسب والأخبار سمعتها عن أبيك وغيره فما بال الطب؟ قالت: كانت الوفود تأتي رسول صلى الله عليه وسلم فلا يزال الرجل يشكو علته فيسأل عن دوائها فيخبره بذلك فحفظت ما كان يصفه وفهمته.