في مسألة الصبر على الأذى فيه، هل من تعليق على مقولة: إذا انتهجت منهجاً ولم تؤذ فيه فراجعه، أو قريب من ذلك، مما يؤيد أنه لا بد من الابتلاء لأصحاب المنهج السوي؟
الجواب
الابتلاء أمر لا مناص منه بالنسبة للإنسان، والذي يتوقع أنه يمكن له أن يلتزم بالإسلام دون أن يكون له أعداء هذا لم يفهم الإسلام على حقيقته، ولهذا الآن من دعاوى الفكر الليبرالي الموجود والذي يدعمه مع الأسف كثير من كتاب الصحافة يقولون: نحن بإمكاننا أن نسلم، لكن نحترم الآخر ونتقبل الآخر، ويقصدون بالآخر الكافر والمنافق، نقول: هذا ليس إسلاماً، الإسلام يقتضي الالتزام بالإسلام، ويقتضي البراءة من الآخر في قوله وفعله وفي عمله الذي يقوم به، فالإيمان يقتضي البراءة مما سواه.
أما الزعم بأن الإنسان يكون مسلماً وهو مصاحب للكفار، بل وصل الحال بأن بعضهم يطالب بأن لا نعتقد بطلان عقائد الكفار، ويقول: لأنك إذا اعتقدت بطلان عقائد الكفار فأنت إقصائي، وأنت شخص ليس عندك تسامح، والتسامح عندهم هو أنك لا تعتقد بطلان عقائدهم؛ لأنهم يقولون: إن اعتقاد بطلان عقائد الآخر يقتضي الوثوقية، ويقتضي أنك شخص تعتقد أنك تملك الحقيقة المطلقة، وغيرها من الكلام المزيف الذي ينقض أصل التوحيد من أساسه، فينبغي إدراك مثل هذه المسائل.