هناك مصطلحات استخدمت في التعبير عن العقيدة، لكنها مصطلحات فاسدة ينبغي الانتباه لها، ومن ذلك علم الكلام، وهو علم نشأ أثناء المناظرات مع الفلاسفة، والذي أنشأه لم يكن من الفقهاء والعلماء الشرعيين، ولهذا وقعوا في كثير من البدع الاعتقادية في الأسماء والصفات والإيمان والقدر، سواء كانت في المسائل أو في الدلائل.
فعلم الكلام علم أنشأه مجموعة من المسلمين أرادوا الرد على الفلاسفة، فهي ظاهرة نشأت بعد ترجمة الكتب اليونانية في زمن الدولة العباسية، لما ترجمت كتب اليونان مثل: كتب أرسطو طاليس وكتب أفلاطون، وغيرها من الكتب في المنطق والإلهيات ونحو ذلك؛ اعتنقها مجموعة ممن كان في الأمة الإسلامية، مثل: الفارابي وابن سيناء وغيرهما ودافعوا عنها، مثل أصحاب المذاهب الفكرية المنحرفة الآن، كالشيوعيين والليبراليين والحداثيين وغيرهم، ممن أخذ فلسفات غربية وتبناها وأصبح يدافع عنها، فأصبح منسلخاً عن الأمة الإسلامية.
في هذه الأيام نسميهم أتباع المذاهب الفكرية المنحرفة، قديماً كانوا يسمون الفلاسفة؛ لأنهم اشتغلوا بالفلسفة كعلم، فظهر في الأمة الإسلامية من أهل الخير والصلاح من أراد أن يقاوم هذه العقائد، لكن المنهج الذي استخدموه في مقاومة هذه العقائد لم يكن منهجاً صحيحاً، ولم تكن بنيتهم العلمية والشرعية بنية صحيحة، فهم لم يتعلموا العلم الشرعي تعلماً صحيحاً، ثم بعد ذلك يقاومون هذه الاتجاهات المنحرفة الفلسفية، لكن اشتغلوا بالمقاومة مباشرة، واستحسنوا كثيراً من القضايا الفلسفية والكلامية والتزموها مع أنها مخالفة للعقيدة، فلما عرضت عليهم النصوص الشرعية وقيل لهم: ما التزمتموه يخالف النص الفلاني والنص الفلاني، حينها بدءوا في تأويل هذه النصوص، وفتحوا على الأمة باب شر عظيم كبير وهو التأويل وتحريف النصوص الشرعية.
هؤلاء يسمون علماء الكلام، والأوائل يسمون علماء الفلسفة، والحقيقة أن الكلام والفلسفة ليس علماً شريفاً، صحيح أنه علم باعتبار أنه معلومات لكن ليس علماً ممدوحاً، العلم الممدوح في القرآن والسنة هو علم الشريعة، والعلم الصحيح النافع الذي يقصد به التوصل إلى ما ينفع المسلمين من عمارة الأرض ونحو ذلك.
ولهذا فإن الكتب التي ألفت في العقيدة باسم علم الكلام هي كتب منحرفة، كذلك الكتب التي ألفت في العقيدة باسم علم الفلسفة هي أيضاً كتب منحرفة.