للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنا نعلم بالضرورة أنه عن صناعة الزركش «١»، وخياطة الثياب الرفيعة، ونسخ الخط المحرر، إذا لم يكن ذلك من صناعته أعجز، وأعجز.

ولهذا لما تحداهم بسورة منه فعجزوا. دل على أنهم عن معارضة سورتين فأكثر أعجز.

وأما ثالثا: فقوله:" هو كلام لا يفضل جميع الكلام فهو جنس واحد"

قلنا: الجواب من وجهين:

أحدهما: لا نسلم أنه لا يفضل جميع الكلام، بل يفضله بخصيصة الإعجاز كما بينا وذلك مدرك بالحس والاستدلال. أما الحس فإن كل من سمعه يحس من نفسه إدراك أنه ليس بكلام «٢» آدمي، وأما الاستدلال فبعجز «٣» العرب عن معارضته.


- البارعة والألفاظ الناصعة والكلمات الجامعة والطبع السهل والتصرف في القول القليل الكلفة الكثير الرونق الرقيق الحاشية وكلا البابين فلهما في البلاغة الحجة البالغة والقوة الدامغة لا يشكون أن الكلام طوع مرادهم والبلاغة ملك قيادهم قد حووا فنونها واستنبطوا عيونها ودخلوا كل باب من أبوابها وعلوا صرحا لبلوغ أسبابها ... فما راعهم إلا رسول كريم بكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، أحكمت آياته وفصلت كلماته وبهرت بلاغته العقول وفصاحته على كل مقول ... ".
[الشفاء ١/ ١٦٦ - ١٦٧]: قلت: فهذا كما قال الطوفي إعجاز بمعتاد عندهم كان أبلغ مما لو أعجزهم بغير المعتاد عندهم.
(١) الزركشة: كلمة فارسية مركبة من" زر" أي الذهب و" كش" أى: ذو. والمقصود بها نسج الحرير بالذهب.
[معنى لا إله إلا الله، لمحمد بن عبد الله الزركشي المتوفى سنة ٧٩٤ هـ هامش ص: ١٩ بتحقيق علي محي الدين القره داغي].
(٢) فى (م): كلام.
(٣) في (ش): فعجز.

<<  <  ج: ص:  >  >>