للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال أحدهما للآخر: قم حتى أفعل بك، كما فعل أبونا بالشاة، فذبحه ثم جاء «١» ليجعله في التنور، وهو مسجور، فوقع الآخر على رأسه فيه فاحترق، فوقع الصائح في دار جابر. فأخبر النبي بذلك فدعا بهما، فشملهما بكساء أو نحوه، ثم توضأ وصلى ودعا الله، فقاما حيين «٢».

إلا أن هذا لم يثبت ثبوت غيره من الخوارق «٣».

ومنها: أنه- عليه السلام- يوم حنين لما ولى أصحابه نزل عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب الأرض، ثم استقبل به وجوههم فقال:" شاهت الوجوه" فما خلق الله منهم إنسانا إلا ملأ عينيه ترابا بتلك القبضة فولوا مدبرين فهزمهم الله.

وقسم رسول الله غنائمهم «٤» بين المسلمين" رواه مسلم «٥»./


(١) فى (أ): ثم جاز.
(٢) لم أجد أن أحدا أخرج هذه القصة غير البكرى الكذاب، ولو كانت صحيحة لما تركها المحدثون وأهل السير، ولكانت مشهورة لأنها من الأمور ذات الشأن العظيم، وهو إعادة الأموات أحياء، وهذا لا يكون إلا لله عز وجل فهو القادر على أن يقول للشيء كن فيكون. وهذه معجزة لعيسى عليه السلام ولم تذكر لأحد من الأنبياء غيره. والله أعلم.
(٣) قلت: لا يليق بالطوفي إخراج مثل هذه الحكاية الكاذبة التي من طريق البكري وأمثاله ممن اشتهروا بالوضع والكذب.
(٤) فى صحيح مسلم:" فهزمهم الله- عز وجل- وقسم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- غنائمهم .. ".
(٥) فى كتاب الجهاد، باب غزوة حنين، حديث ٨١، وأخرجه أيضا في نفس الباب بألفاظ غير هذا.
وأخرجه البيهقى فى دلائل النبوة (٥/ ١٣٧ - ١٤٥) من طرق متعددة وبألفاظ مقاربة لألفاظ مسلم. وأخرج القصة الإمام أحمد في المسند (١/ ٤٥٣ - ٤٥٤) ونقلها ابن كثير في البداية والنهاية ٤/ ٣٢٢ - ٣٣٢ عن مسند الطيالسي، وعن مسدد في مسنده وابن عساكر، وذكر كل ما يتعلق بغزوة حنين من هذه الروايات.

<<  <  ج: ص:  >  >>