للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال والصحيح: أنها قراءة ابن عباس لأنه اختلف هو وعمرو بن العاص «١» فيها وترافعا إلى كعب الأحبار «٢»، ولو كان عنده فيها رواية لاكتفى بها.

ووجه الجمع بين القراءتين: أن تلك العين حارة، وهي ذات حماة، فإن اجتماع الأمرين جائز غير ممتنع. وأما حديث أبي ذر فلفظه على ما رواه الترمذي وغيره قال:" دخلت المسجد حين غابت الشمس، والنبي- صلى الله عليه وسلم- «٣» جالس. فقال [النبي- صلى الله عليه وسلم- «٤»] «أتدري يا أبا ذر


- وعمرو بن العاص اختلفا في قراءة هذه الآية وارتفعا إلى كعب الأحبار في ذلك، فلو كانت عنده رواية عن النبي صلّى الله عليه وسلّم لاستغنى بروايته ولم يحتج إلى كعب" اهـ. قلت: أبو داود والترمذي اتصل سندهما إلى محمد بن دينار عن سعد بن أوس عن مصدّع أبي يحيى عن ابن عباس عن أبي.
(١) عمرو بن العاصي- بالياء وبحذفها- بن وائل بن هاشم القرشي السهمي أسلم سنة ثمان من الهجرة مع خالد بن الوليد، كان من شيعة معاوية، وأحد الحكمين، وداهية قريش، ورجل العالم، يضرب به المثل في الفطنة والدهاء، فتح فلسطين ومصر، توفي سنة ثلاث وأربعين.
[انظر سير أعلام النبلاء ٣/ ٥٤ - ٧٧، والاستيعاب ٤/ ١١٨٤ - ١١٨٩، وتهذيب الأسماء واللغات ٢/ ٣٠].
(٢) كعب بن ماتع الحميري اليماني العلامة الحبر، كان يهوديا فأسلم بعد وفاة النبي صلّى الله عليه وسلّم وقدم المدينة في خلافة عمر- رضي الله عنه- فجالس الصحابة، وكان يحدثهم عن الكتب الإسرائيلية، ويأخذ السنن عن الصحابة، وكان حسن الإسلام متين الديانة من نبلاء العلماء، طعن فيه بعض كتاب العصر الحاضر مثل أحمد أمين ومحمد رشيد رضا، ورد الطعن محمد حسين الذهبي، توفي كعب في خلافة عثمان- رضي الله عنه- سنة اثنتين وثلاثين بحمص (انظر سير أعلام النبلاء ٣/ ٤٨٩ - ٤٩٤، والتفسير والمفسرون ١/ ١٨٧ - ١٩٤).
(٣) " وسلم" ليست في (أ).
(٤) زيادة من الترمذي في التفسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>