= قلت: هذا الوجه رواته ثقات، وأبو إسحاق السبيعي، وإن كان مدلسًا لكنه صرّح بالسماع كما جاء عند الطيالسي (ص ٥٥)، قال:"حدَّثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ صلة بن زفر يحدَّث عن حذيفة، به".
ورواية شعبة عنه صحيحة وقد أخذ عنه قبل اختلاطه، وعليه فإن الإِسناد صحيح لذاته والله أعلم.
الوجه الثاني: رواه عبد الله بن المختار وليث بن أبي سليم، عن أبي إسحاق السبيعي، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
أما حديث عبد الله بن المختار: فقد أخرجه ابن أبي عاصم في السُنَّة (٢/ ٣٧٦)، واللالكائي في سننه (٦/ ١١١٣: ٢٠٩٢)، كلاهما من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المختار، عن أبي إسحاق، به.
ولفظ ابن أبي عاصم:"يجمع الله الخلق في صعيد واحد فينفذهم البصر ويسمعهم الداعي، فذكره بنحوه وفي آخره: قال حذيفة رضي الله عنه: فذلك إلى مقام المحمود الذي يغبطه الأولون والآخرون.
أما حديث ليث بن أبي سليم: فقد أخرجه الطبراني في الأوسط كما في المجمع (١٠/ ٣٧٧)، والحاكم في المستدرك (٤/ ٥٧٣)، كلاهما من طريق ليث بن أبي سليم، عن أبي إسحاق، به.
ولفظ الحاكم: "أنا سيد الناس يوم القيامة، يدعوني ربي فأقول: لبيك وسعديك، تباركت لبيك وحنانيك، والمهدي من هديت، وعبدك بين يديك، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى مِنْكَ إلَّا إِلَيْكَ، تباركت رب البيت، قال: وإن قذف المحصنة ليهدم عمل مائة سنة.
وقال الحاكم: وقد أخرج مسلم حديث ليث بن أبي سليمان شاهدًا ووافقه الذهبي.
وذكره الهيثمي في المجمع (١٠/ ٣٧٧)، وقال:"رواه الطبراني في الأوسط", =